على مذبح العودة

محمود درويش يقول: «لا تعتذر عما فعلت»، وأنا لست في وارد الاعتذار عن انقطاعي المتكرر عن التدوين هنا لأنني ببساطة لم أقطع وعودا لأحد. البعض يعلم أني أقضي معظم وقتي هناك، وبالتالي لا يتسنى لي قضاء وقت هنا رغم أن متعة الكتابة بالعربية لا تكاد تعادلها متعة أخرى عندي. لكن عدم وجود أي جديد هنا لا يعني أني لا أكتب، فأنا أحاول أن أداوم على الكتابة من باب الحفاظ على صحتي النفسية والعقلية، لكنني أرى أن معظم ما أكتبه مؤخرا خاص أكثر من اللازم أو شخصي أكثر من اللازم، فأقرر إما حفظه في مكان ما أو إرساله إلى من كتبته لهم.

هديل الحضيف، صاحبة باب الجنة، كتبت على جداري قبل يومين أنها تفتقد كتاباتي، فشعرت بالذنب، وبما أنه شعور لا يعتريني كثيرا فقد أحسست بحاجة ملحة للتكفير. الأضاحي التي سأقدمها هي قصتان قصيرتان كتبتهما منذ زمن لكن لم أنشرهما مطلقا. القصتان متشابهتان إلى حد ما: «حين تعادي المدينة الأصدقاء» أكثر واقعية فيما «جذوة الكلام» أكثر شاعرية. أدرك أن القصتين تغصان بالثقوب، وعليه فلا ما مانع من بعض النقد القاسي للنصوص، ولكن بعيدا عن شخصي الغير متواضع، رجاء.