قبل أيام قليلة، وفي الثلاثين من مايو على وجه التحديد، كان عيد ميلادي الثاني والعشرين. وباستثناء رسالة من قصيرة من صديق عزيز (أنت تعرف من تكون! شكرا مرة أخرى)، لم يكن هناك أي شيء آخر يشير إلى حلول تلك المناسبة: لا حفلة، ولا هدايا، ولا كعكة، ولا حتى كلمات بسيطة بصوت الأحباب. أعترف بأني أترقب دوما عيد ميلادي، لكنني لم يسبق أن احتفلت به بأي شكل جدير بالذكر. طبعا، أحلى حفلات عيد الميلاد هي تلك التي تفاجأك بها العائلة أوالأصدقاء؛ لكن المشكلة هي أن قوانين العائلة لا تسمح بالاحتفال بميلاد من تخطوا العاشرة من العمر؛ أما الأصدقاء، ورغم أنهم رائعون على قلتهم، فإنهم ليسوا من الظرافة بما يجعلهم ينظمون حفلة عيد ميلاد سرية لي. لست أتذمر، لكنني أتذكر بحنين حفلة عيد ميلاد مفاجئة قمنا أنا و (م.م.ص) بترتيبها لصديقنا العزيز (م.س) قبل أعوام قليلة، وكانت لطيفة بمعظم تفاصيلها الصغيرة.
يخطر لي أحيانا أن تقدم شخص بالعمر ربما لا يكون أمرا جديرا بالاحتفاء؛ فالذي مضى، مهما كان من حلاوته أو مرارته، لن يعود، ومجاهل المستقبل لا علم لنا عما يمكن أن تخبأه في جعبتها. هل أنا أفرط في التشاؤم مستغرقا في زرقة الأحزان في غمرة الميلاد؟ ربما، لكن ذلك ليس نتيجة للتأمل، فبالنسبة لي يوم كهذا ليس يوما أهوى التأمل فيه وطرح الأسئلة الكبيرة. أتمنى في يوم كهذا أن أنسى نفسي، وأنسى الأشياء، وأنسى العمر الذي مضى والعمر الآتي، وأطلق عنان الفرح والجنون ليحتلا أركاني مؤقتا ريثما تحاول الأرض أن تعاود دورانها المعتاد.
بعيدا عن التأمل، ولكن في استرجاع سريع للعام الفارط، فإنه، على الرغم من بعض جمراته التي لمّا أستطع بعد دفنها في صدري، كان عاما طيبا. تجاوزت بعض ما كان يؤرقني، وحققت بعض الأحلام الصغيرة. لا زلت أتذكر أبي، وخلال الأسبوع الماضي تحديدا رأيته في الكثير من أحلامي، وكم تمنيت وجوده معي لأني أردته أن يفخر بي كما يحب الآباء أن يفعلوا بأبنائهم دوما. لست سعيدا كما أتمنى، ولا أدري إن كنت سأكون كذلك أبدا، لكنني مرتاح لأن نوبات الاكتئاب لم تعد تداهمني بنفس التردد السابق. لو كان لي أن أتمنى أمنية لهذا العام الجديد من عمري – الذي بدا عديم الفائدة إلى درجة كبيرة حتى الآن ؛-) – هي أن أساعد أمي أن تستعيد عافيتها وتعود إلى طبيعتها، فهي رغم هذا الوقت الذي مضى لا تبدو على ما يرام. سلام.
جوزاء إذاً!
ردحذفأفضل من عبروا حياتي, أسوأهم أيضاً :) مشكلة المزاج الخادع والأرجحة المتتالية في الرغبات؛ هذا ما اختبرته ع الأقل بصحبة عدد غير يسير من الجوزاء.
لكن! ليس هذا ما جئت لأجله. ولا أريد حتّى التعريض بالفكرة المُعتادة: أنتَ تعيش أفضل سنواتك الآن, أفضلها ع الإطلاق يا أحمد. لأنك بطبيعة الحال ستعبر سنوات أخرى إضافية, وستعرف بنفسك ما إذا كانت هذه الحقيقة أم "غبرة حكي".
حسناً,
كلّ عام وأنت... لنفكر قليلاً
طيب؟ أبيض؟ بخير؟ أصدقاء أقرّب ومشاحنات أقل؟ حبيبات لا يعرفن مواسم الهجرة؟ إخوة طيبون لا يشبهون إخوة يوسف؟ امتحانات تستأذن مزاجك في مواعيدها؟ ماذا أيضاً؟
لنقل:
كلّ عام يا أحمد وأنت ما ترغب أن تكونه بالقدر الكافي! :) (مع أنها لا تبدو أمنية ملائمة)
كل عام وانت بخير
ردحذفهذه النظره التشاؤميه موجوده لدي الكل بعد مرور عام كامل
لكن لنوجد فسحه من الامل
تحياتي
المجهولة: أستطيع اعتبار نفسي من الآن أحد الأسوأ! لكن كلماتك جميلة: كل عام وأنت ما ترغب أن تكونه بالقدر الكافي.. لم أكن لأقولها بطريقة أفضل من ذلك.
ردحذفعبدالله: شكرا جزيلا.
ليال: ربما كنت على حق، فما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل (أو هكذا سمعت).
كل عام و أنت بخير أحمد :-)
ردحذف...و أمك سالمة أيضا!
شكرا شادن. بالمناسبة، أنتِ لا تكتبين كثيرا هذه الأيام. هل كل شيء على ما يرام؟
ردحذفهون عليك يا عزيزي فما تحمله من حب و ما تختزنه من عطاء -بعد عون الله سبحانه - سيدفعك إلى ما نحن محتاجون إليه منك وهو الإبداع! ألا يشعرك ذلك بالسعادة؟
ردحذفأو بمعنى آخر : ألا توافقني الرأي أن أحد أهم أسباب السعادة : أن تشعر بقيمتك الإنسانية من خلال عطاء إنساني نبيل يتدفق من نفوسنا ليروي الآخرين ؟!
Happy birthday Ahmed and here's one big MWAAAAAAAAAAA7 ;p
ردحذفالمجهول: لا أخفيك أني أجد صعوبة في رؤية قيمتي من خلال أعين الآخرين.
ردحذفجو: شكرا يا عزيزتي (مع وجنات حمراء) ;-)
لم أنس، ولكن من الآن وحتى يأتي ذلك الـ(يوم ما) ما العمل يا عزيزتي؟ على أي حال، العالم الذي لا يخفي فرحه بوجودك فيه بين كل يوم وآخر يشكرك على التهنئة، ويدعو لكِ بطول العمر ؛-)
ردحذفباقي اربعة ايام وتكمل شهر كامل على هذا الموضوع
ردحذفبس ما عليه حبيت اقول كل عام وانت بخير وتمنياتي للوالده بالصحه والسلاااااامه يارب
تحياتي