الثلاثاء، ٥ نوفمبر ٢٠٠٢

هذه الليلة كانت صعبة جدا.
ولربَما كانت من أصعب الليالي التي مرت علي هنا. ورغم ذلك لا أستطيع لوم (ع.ر) و(م.س) على تركهما إياني وحيدا هنا، أصارع أشباح الغربة والفراغ. كانت أسبابُهما كافية، فيوم الأربعاء في جدوليهما هو نزهة قصيرة. كما أن قضاء يوم إضافي قرب عائلتك، إغراء لا يُمكن مقاومته. أضف إلى ذلك أن يكون هذا اليوم هو غرة شهر رمضان المبارك.
بدون وجود أي منهما كان اليوم طويلا، وأحسست أن لدي الكثير من الكلام لأقوله. وهكذا، اتصلت على 3 أشخاص لأسباب أستحيي من ذكرها، ومع ذلك، لَم أقل لهم شيئا.
- - -
وافق يوم أمس عيد ميلادي التاسع عشر. لا أدري إن كان فيه شيء خاص. ولا أدري إن كنت قد تعمدت الابتعاد عن الأسئلة الكبيرة. خرجنا على سبيل النزهة، وابتعنا بعض الطعام، ثُم أوقفنا السيارة في مكان ما لنأكل. وربَما لنتكلم. وطلبت من «ع» رفع صوت المذياع، لكنه رفض قائلا: نَحن واقفون أمام مسجد. فقلت له: لِمَ توقفت -هداك الله- أمام مسجد؟. وقبل أن يرد جاءني صوت «م» من الخلف: أنت تتكلم مثل أبيك. وسكتُ لبرهة: هل أنا فعلا أتكلم مثل أبي؟ في البداية جادلت قليلا، لكنني اعترفت بأن في أوجه شبه من أبي. أما «م» فرفض الإقرار بأنه يشبه أباه. واكتفى بالقول بأن الآخرين كثيرا ما يقولون بأنه مثل أبيه. فيما أعتقد أنا بأن «م» يشبه أباه إلى حد بعيد، في طريقة التفكير والتصرفات، وإن كان يرفض قول ذلك. وفتح هذا النقاش موضوعا كبيرا عن الآباء والأمهات والأبناء والمشاكل التي لا يَخلو منها بيت. وكنا أنا و «م» نتبادل استلام دفة الحديث، فيما اكتفى «ع» بتعليقات صغيرة هنا وهناك. لِماذا؟!
«م»: أنت تتعامل مع والدك بشكل رسْمي جدا؟
«ع»: لأنني لا أراه كثيرا، فهو يعمل 12 ساعة يوميا. أحاول أحيانا رفع الكلفة، لكن ذلك ليس سهلا.
فأضفت هنا: لن ترفع كلفة عقدين من الزمان في شهرين.
- - -
هَمسة:
«what becomes of a broken-hearted?»
WL

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق