الخميس، ٩ ذو القعدة ١٤٢٧ هـ

عصر التبشير انتهى يا سادة

قلت سابقا أن الانتماء مربك. أكثر إرباكا من الانتماء هو «الانتماء إلى أقلية». ولحسن الحظ أو سوءه فإنني أنتمي إلى أكثر من أقلية في الوقت نفسه: عقائدية، وفكرية، واجتماعية. وبقدر ما أحاول جهدي عدم التركيز هذا الجانب من حياتي فإنه لا يفتأ يفرض نفسه عليّ مرارا وتكرارا في أشكال وصور مختلفة. لا تفهموني خطأ: الانتماء إلى أقلية ليس مشكلة في حد ذاته، ولا ينبغي أن يكون كذلك. المشكلة هي فيما يقتضيه البعض حول ذلك الانتماء.

وما يثير دهشتي هو هذه النظرة الغريبة للأقليات في هذا الجزء من العالم؛ ففي العادة أن الأقليات هي من تتخذ موقفا دفاعيا خوفا من أن تذوب هويتها في بحر الأكثرية فيما تحاول هذه الأخيرة تطمين الأولى. عندنا – وما أدراك ما عندنا – الأكثرية تبدو خائفة متشككة في نوايا الأقلية وتحاول تحجيمها وقمعها أو حتى التخلص منها إذا أمكن ذلك. بالطبع تتدخل عوامل كثيرة في تشكيل هذا السلوك، وأحد أهم هذه العوامل هو التاريخ. وللأسف أن تاريخنا ببياضه وسواده قد شابه من التحريف ما شابه.

لا أظن أنني أطلب الكثير إن أردت تناسي/تجاهل كل انتماءاتي الأخرى والنظر إلي بالاعتبار إلى إنسانيتي فقط. ما أريد قوله هو: إذا كنتَ لا تود أن تمضي حياتك في اكتساب الأصدقاء فلا داعي لأن تقضيها في الاستعداء ومحاربة الأعداء.

هناك ٥ تعليقات:

  1. اهلا احمد.

    لو كانت احوالنا طبيعية مثل بقية العالم لعلت فكرة الانسانية على كل ما عداها ولعاش الناس في سلام ومحبة ووئام. لكننا للاسف مجتمع اقصائي حتى العظم ولا اريد ان اناقش هذا الجانب لان شرحه يطول وانت ولا شك ملم به ربما اكثر مني.
    اصبحت اعتقد مع مرور الايام ان الانسان يجب ان يتمسك بما يعتقد انه الحق وانه ليس مطلوبا منه ان يتخلى عن قناعاته الفكرية أو الايديولوجية من اجل ان يتقبله الاخرون ويرضوا عنه لان تلك مشكلتهم هم وعليهم ان يتدبروا حلها.
    صدقني كل واحد منا له حكاية ولو تحدثت لك عن معاناة غيرك لهانت عندك مشكلتك. لقد عايشت شخصيا الكثير من الناس وعرفت كيف يفكرون وكيف يعاملون غيرهم وخرجت من ذلك باستنتاج اننا متخلفون بامتياز ولا انسانيون وتمتلئ عقولنا بالكثير من الجهل الفاضح والعنصرية المقيتة والقابلية على ان نظلم غيرنا ونقسو عليهم حتى لو كانوا من ابناء وطننا الاقربين بسبب منطق الاقلية التي تحدثت عنه.
    مع الايام نما عندي شعور بان البوذي والمسيحي بل وحتى الوثني ربما يكون احيانا اقرب اليك من ابن وطنك الذي يضطهدك وينفي عنك انسانيتك ويضعك دوما في موقف المتهم والمدافع عن خطأ لم ترتكبه، لمجرد انك تختلف عنه في الانتماء العقائدي او الفئوي.
    انني ارى اننا ابناء الجيل الحاضر الذين يؤمنون بالتعددية والتنوع وبفكرة الانسانية التي تضم تحت عباءتها الجميع مسئولون كل من موقعه عن اعادة صياغة افكار المجتمع للتخفيف من اثار التطرف والعنصرية بكل اشكالهما ودرجاتهما. واتمنى ان ياتي اليوم الذي لا يسال فيه احد عن دينه او مذهبه او قبيلته والا يصنف الناس ولا ان يعاملوا وفق تلك المعايير لان الجميع سواء بمقياس الانسانية التي تسمو على ما كل ما عداها من عوامل واعتبارات.

    دمت بودّ دائما.
    بروم

    ردحذف
  2. ماعندي إلا كلمة وحدة

    "لولا الحسد ما مات أحد"

    ردحذف
  3. اهلا احمد.

    لو كانت احوالنا طبيعية مثل بقية العالم لعلت فكرة الانسانية على كل ما عداها ولعاش الناس في سلام ومحبة ووئام. لكننا للاسف مجتمع اقصائي حتى العظم ولا اريد ان اناقش هذا الجانب لان شرحه يطول وانت ولا شك ملم به ربما اكثر مني.
    اصبحت اعتقد مع مرور الايام ان الانسان يجب ان يتمسك بما يعتقد انه الحق وانه ليس مطلوبا منه ان يتخلى عن قناعاته الفكرية أو الايديولوجية من اجل ان يتقبله الاخرون ويرضوا عنه لان تلك مشكلتهم هم وعليهم ان يتدبروا حلها.
    صدقني كل واحد منا له حكاية ولو تحدثت لك عن معاناة غيرك لهانت عندك مشكلتك. لقد عايشت شخصيا الكثير من الناس وعرفت كيف يفكرون وكيف يعاملون غيرهم وخرجت من ذلك باستنتاج اننا متخلفون بامتياز ولا انسانيون وتمتلئ عقولنا بالكثير من الجهل والعنصرية والقابلية على ان نظلم غيرنا ونقسو عليهم حتى لو كانوا من ابناء وطننا الاقربين بسبب منطق الاقلية التي تحدثت عنه.
    مع الايام نما عندي شعور بان البوذي والمسيحي بل وحتى الوثني ربما يكون احيانا اقرب اليك من ابن وطنك الذي يضطهدك وينفي عنك انسانيتك ويضعك دوما في موقف المتهم والمدافع عن خطأ لم ترتكبه، لمجرد انك تختلف عنه في الانتماء العقائدي او الفئوي.
    انني ارى اننا ابناء الجيل الحاضر الذين يؤمنون بالتعددية والتنوع وبفكرة الانسانية التي تضم تحت عباءتها الجميع مسئولون كل من موقعه عن اعادة صياغة افكار المجتمع للتخفيف من اثار التطرف والعنصرية بكل اشكالها ودرجاتها. واتمنى ان ياتي اليوم الذي لا يسال فيه احد عن دينه او مذهبه او قبيلته والا يصنف الناس ولا ان يعاملوا وفق تلك المعايير لان الجميع سواء بمقياس الانسانية التي تسمو على ما كل ما عداها من عوامل واعتبارات.

    دمت بودّ دائما.
    بروم

    ردحذف
  4. لكل إنسان الحق في أن يمارس نمط مُعين من العقائد وله كل الحق في التعبير عن هذه الحقائق مالم يتعدى حدود الآخرين " حرية التعبير مكفولة شريطة الإحترام "

    و لكن المشكلة أننا نتدخل دائما في خصوصيات الآخرين و نحاول تشويهها بشتى الطرق إذ أننا نعتقد أن ما نؤمن به هو الحق ولاشيء سواه حق .. فإما أن يكون الآخرين معنا أو أعداءً لنا .. وهذا ما ضعضع من وحدتنا و أخذنا إلى حروب الطوائف ..

    أحقد على كل من يثير نعرة طائفية .. أحسه - عذراً - سخيف و حقير بكل ما للكلمة من معنى .. فلماذا لا يتعامل مع أي انسان كآخر .. كإنسان .. لماذا يعامل فلان على أنه شيعي و فلان سني و فلان مسيحي و فلان متحرر و فلان متشدد .. وينسى أنه بالرغم من هذا كله .. في النهاية انسان ؟؟

    موضوع قيم ..
    و على الوتر الحساس

    ردحذف
  5. سلام
    الموضوع جدا" مهم خصوصا في هذه الأيام
    انا اقول دائما الناس وصلوا للقمر ونحن ما زلنا نسأل هل أنت شيعي؟ هل انت سني؟
    المشكلة الكبرى هو اننا ما زلنا نقّيم بانتمائنا العقائدي والديني وهو الشيء الشخصي جدا والذي لا يجب ان يحاسبنا احد عليه سوى خالقنا
    للأسف هناك من يحكم على طائفة بأكملها بسبب خطأ يرتكبه شخص من هذه الطائفة

    ردحذف