صباح الخير يا عزيزتي،
إنه صباح رمضاني ساخن، على عكس كل الصباحات الرمضانية التي أستطيع تذكرها من ماض غير سحيق عشته بغير اكتراث لثلاث وعشرين عاما مضت. يقول خبراء الأرصاد الجوية أن رمضان سيبقى ساخنا لثلاثين عاما قادمة على وجه التقريب. ما كان حال الطقس ليطرأ على تفكيري لولا أني أريد التشاغل عن التفكير في طعم ليالي الشهر الكريم لو كنت أقضيه إلى جوار أهلي في مسقط رأسي. بعد قضاء أربعة أعوام في هذه المدينة يصعب علي القول أن ما أشعر به هو مجرد غربة تشتد لواعجها في شهر ليس كباقي الشهور.
الإحساس بالانتماء أمر مربك يا صديقتي الجميلة: سألني أحدهم قبل فترة عن العيش بين المدينتين، فقلت أنه أشبه بوضع قدم هنا وقدم أخرى هناك. ضحك، ثم أضاف ساخرا: يبدو هذا مؤلما جدا، وأصدقك القول إنه كذلك فعلا. ربما أن ما يتملكني هي غرابة لا غربة نتيجة للشتات بين مدينتين لا أشعر بالانتماء التام لأي منهما. «هَجَر» حنون ومسالمة، لكنها لم تعد تتحداني وباتت رمادية أكثر من ذي قبل ومحايدة أكثر من اللازم. أما «نجد» - ورغم أنكِ ترسمين على وجهها المغبر ابتسامة وضاءة ولذيذة - فتبقى متجهمة وصلفة، لكنها مثيرة لفضولي ومستفزة على نحو أجد صعوبة في مقاومته. ما أكرهه في كلتا المدينتين هو أن أيا منهما لا تستطيع تحصيني ضد الوحدة. مربك أيضا التفكير فيما يمكن أن يحدث لو جاءت مدن أخرى على طريق مستقبلي المملوء عن آخره بالضباب.
هل يجب عليكِ أن تهتمي لأي مما جاء أعلاه؟ بالتأكيد لا. كل ما في الأمر هو أني في مثل هذه الصباحات الغاصة بخطل المحاضرين الباعث على الملل أشعر برغبة عارمة في الحديث إلى أحد ما، وحسبتُ أنكِ بحكم صداقتنا ستستمعين إليَّ برغم حواجز الاسمنت والاسفلت وعادات اجتماعية وتعاليم دينية من شأنها أن تتقطع الدروب بيننا. يبدو أننا نستمتع بالأشياء نفسها هذا العام، وهذا أمر طيب. أتذكرين حينما قررنا أن نقرأ كتابا واحدا في نفس الوقت؟ حينما أسترجع صورة شخصين كانا يتبادلان الرسائل القصيرة وهما في فرعين مختلفين لـ«مكتبة جرير» محاولين اتخاذ قرار بشأن كتاب ليقرآه معا لا أستطيع أن أتمالك نفسي من الابتسام تمتزج فيه السخرية بنكهة الحنين. أطلت عليكِ الحديث؟ أعتذر، و«مبارك عليكِ الشهر».
سلمتِ لأحبابك.
أفتقد حرفك ..
ردحذفشكرا احمد.
ردحذفنثرك جميل وفيه نعومة وطلاوة.
هل تعرف؟ يخطر ببالي احيانا ان خصائص المدن لا تختلف كثيرا عن طبائع الناس. اذكر ان علي الوردي تطرق لهذا الجانب وتحدث بالتفصيل عن اثر البيئة في تشكيل مزاج وطبيعة البشر.
من ناحية اخرى اعجبتني المقابلة في كلام بين الغربة والغرابة. ثمة فرق ولا شك بين المفردتين من حيث المعنى والدلالة.
كنت في ما مضى انفر من الرياض واستعجل الساعات لاغادرها وارتاح من شعوري فيها بالاكتئاب. مع الوقت بدات اكتشف الرياض شيئا فشيئا واتعرف على وجهها الاخر المختفي تحت السطح.
لا اشك في ان غرائب الرياض كثيرة ومتعددة لكن ما يحسب لهذه المدينة انها لا تشعر الانسان بالغربة برغم متناقضاتها ومفارقاتها التي لا تنتهي..
سلام
شكرا احمد.
ردحذفنثرك جميل وفيه نعومة وطلاوة.
هل تعرف؟ يخطر ببالي احيانا ان خصائص المدن لا تختلف كثيرا عن طبائع الناس. اذكر ان علي الوردي تطرق لهذا الجانب وتحدث بالتفصيل عن اثر البيئة في تشكيل مزاج وطبيعة البشر.
من ناحية اخرى اعجبتني المقابلة في كلام بين الغربة والغرابة. ثمة فرق ولا شك بين المفردتين من حيث المعنى والدلالة.
كنت في ما مضى انفر من الرياض واستعجل الساعات لاغادرها وارتاح من شعوري فيها بالاكتئاب. مع الوقت بدات اكتشف الرياض شيئا فشيئا واتعرف على وجهها الاخر المختفي تحت السطح.
لا اشك في ان غرائب الرياض كثيرة ومتعددة لكن ما يحسب لهذه المدينة انها لا تشعر الانسان بالغربة برغم متناقضاتها ومفارقاتها التي لا تنتهي..
سلام
اليوم لم تكن الرياض تشبهها!!
ردحذفطبعاً لا أتحدث عن "التحلية".. لكن الطرق الأخرى التي كانت مكدسة بالازدحام، كانت لا تنتمي!
مازحتُ اختي قائلة:
ما رأيك أن نضعك في الجامعة، اتقاء لازدحام السبت؟
كانت الرياض مسالمة.. وضاحكة بلا خبث..
أحد الأصدقاء -هرب منها مؤخراً- لم يكن يؤنثها، فهي دائما بالنسبة له : "الرياض الكريه"، "الرياض المؤذي"، "الرياض التعيس"..
رد عليّ عندما ذكرته بأنها (مدينة):
(هو) لا يستحق أن يكون أنثى، صحراؤه لا (يـ)ـعرف كيف يكون المطر!
اليوم تصالحت معها (قليلاً)، فقط لأن (ستيك هاوس) كان أقرب مما اعتاد أن يكون، وأهدأ من أن يكون في مدينة الضجيج هذه!
لا أسميك بأي اسم .. أنت كما أنت
ردحذفحسبك أنك تعجبني أكثر حين تكتب
يبدو أنك تتأنسن أكثر وأكثر بعد كل كلمة
هذا التوحش الجميل الكامن في حروفك يحيلني إلى رغبتي الدائمة في قراءتك ستبقى جميلا أكثر وأنت تكتب ..
شكرا لك ؛ لأنك تساعدنا على التشبث بالقراءة والكتابة !!!
لا أسميك بأي اسم .. أنت كما أنت
ردحذفحسبك أنك تعجبني أكثر حين تكتب
يبدو أنك تتأنسن أكثر وأكثر بعد كل كلمة
هذا التوحش الجميل الكامن في حروفك يحيلني إلى رغبتي الدائمة في قراءتك ستبقى جميلا أكثر وأنت تكتب ..
شكرا لك ؛ لأنك تساعدنا على التشبث بالقراءة والكتابة !!!
منذ شهور لم افتح مدونتك >.<
ردحذفساتابعك ,, احمد
سماء ... بقدر السماء
السلام عليكم
ردحذفاكتب اليك لسببين.الاول لاعبر عن اعجابي واستمتاعي معا بقراءة كتاباتك .السبب الثاني يتمثل بكتشافس لمواقع اخرى راءعة وجميلة بفضل موقعك.الف شكر اليك مع متمنياتي لك بالنجاح والخير.سلام.
وينك ؟
ردحذف:)
ردحذف