انتهيت قبل فترة من قراءة رواية «بنات الرياض» للكاتبة السعودية رجاء الصانع. لم أستطع الحصول على الرواية بسهولة، وذلك لأنها نفدت من الأسواق الخليجية بسرعة على أيدي السعوديين الذين تسابقوا لاقتنائها نتيجة الجدل الذي أُثير حولها حال صدورها. الجدل المثار تركز على تناول الكاتبة لبعض الموضوعات التي يراها كثيرون كمحظورات اجتماعية (تابوه)، كالعلاقات بين الجنسين، ومشاكل أخرى يعاني منها المجتمع السعودي. في رأيي أن الرواية جيدة إلى حد ما، رغم أن حبكتها الدرامية كانت دون المتوسط، ولغتها أقل من عادية. يجب هنا أن نضع في عين الاعتبار أن الكاتبة، التي قالت بأنها تريد من كتابتها أن تقدح الزناد لينطلق التغيير، والتي تعمل كطبيبة أسنان، هي في الرابعة والعشرين من العمر، وبدأت كتابة روايتها هذه وهي في الثامنة عشر.
ربما كان من الأسباب التي جذبتني إلى قراءة الرواية، التي تتحدث عن فترة قصيرة في حياة أربع فتيات سعوديات هن سديم وقمرة ومشاعل (ميشيل) ولميس، بداية هو أنني كنت أفكر دائما في كتابة نص (أو مجموعة نصوص) حول العلاقات بين الشباب من الجنسين في مجتمعنا، وطريقة حياة اليافعين الذي تصطدم وتتصادم أفكارهم مع واقع المجتمع الذي يعيشون فيه (فكروا بـ«بنات الرياض» ولكن من منظور ذكوري وبأبطال لا ينتمون إلى الطبقة الراقية فقط). الكاتبة تقول أن روايتها لن تكون «بيضة ديك» كما يتوقع البعض، وأنها بصدد كتابة رواية أخرى بعد أن تسافر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراساتها العليا. أتمنى فقط أن تكون روايتها القادمة أفضل من الأولى.
أعتقد أن كثيرا من الجدل الذي دار حول الرواية كان نتيجة للصدمة التي تعرض لها القراء من الأجيال السابقة حيال الطريقة التي عرضت بها الكاتبة كثيرا من الموضوعات. لا شك أن هذه التفاصيل التي تتناول كيفية بناء العلاقات بين الشباب والفتيات في مجتمعنا، وكيف تتداخل العوامل الاجتماعية والدينية لتؤثر على هذه العلاقات، كانت جديدة على من تعدوا الثلاثين عاما من العمر، وجديرة باهتمامهم. أنا كنت متحمسا جدا لقراءة الرواية بعد أن لاحظت كل هذا الاحتفاء بها في وسائل الإعلام. لكن ما إن بدأت القراءة، حتى أدركت أن هذا الكتاب لن يحمل لي مفاجآت كثيرة، ولن يحمل لي الدهشة التي تجعل للقراءة طعمها الخاص. فمعظم هذه الأمور التي تحدثت عنها الكاتبة، نعيش أنا ومن هم مثلي من أبناء هذا الجيل، ممن تترواح أعمارنا بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، تفاصيلها بشكل شبه يومي. ربما كان كل ما في الأمر أن أحدا لم يكن يتوقع أن يأتي شخص ما ليوثق كل ذلك في رواية تتخاطفها الأيدي، وحققت لقب «رواية شعبية» في بلد لا تعد فيه القراءة وسيلة مفضلة لقضاء وقت ممتع.
بعض أطراف المجتمع استغلت الجدل الدائر حول الرواية لتحقيق أهداف أخرى. وكالعادة، أخذ المحافظون والمتشددون في الهجوم على الرواية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءتها، في حين أخذ الليبراليون في الدفاع عن الكاتبة بشكل جانب الموضوعية في بعض الأحيان. ولم يقتصر الأمر على كتاب منتدى الساحات الأصولي الذين هاجموا شخص الكاتبة، بل تعدى الأمر ذلك إلى أن وصل إلى الشاعر عبد الرحمن العشماوي، أحد رموز الإسلاميين والملقب بـ«شاعر الصحوة»، الذي وصف الرواية بالخطيئة الأدبية، وطالب الكاتبة بالرجوع عنها وإعلان براءتها من هذا العمل، وكأنها قد ارتكبت ذنبا أو اقترفت كبيرة من الكبائر. على الجانب الآخر، انبرى بعض الكتاب، مثل مها الحجيلان، بالرد على الهجوم الشخصي بهجوم شخصي. فيما أخذت المبالغة في الإطراء ببعضهم إلى أن يصف لغة الرواية بأنها «قوية وسلسة وممتعة» وهي في رأيي المتواضع ليست كذلك بكل تأكيد.
بين هذين الجانبين، كان هناك من أخذ موقفا في الوسط، مثل ريم الصالح، وبدرية البشر، و عبد الله بن بخيت، الذي أشار إلى أمر كنت قد لاحظته أثناء قراءتي للرواية، لكنه سبقني بالكتابة عنه. هذا الأمر هو استشهاد رجاء الصانع ببعض الأمور التي بدت خارج سياق الرواية تماما. فبين صفحة وأخرى، تورد الكاتبة مقطعا لأغنية لأم كلثوم أو محمد عبد الوهاب، أو تذكر أسماء مطربين ومطربات لا ينتمون بأي حال من الأحوال إلى ذائقة جيلنا الحالي. فجيلي، الذي هو نفسه جيل رجاء وبطلاتها الأربع، لا يستمع إلى أم كلثوم ولا عبد الوهاب، ولا حتى إلى ميادة الحناوي (لا سمح الله!). كما أننا لم نسمع إطلاقا بمطرب اسمه مصطفى أحمد. بالإضافة إلى ذلك، تتكلم الكاتبة عن أفلام عربية بالأبيض والأسود وأبطالها وبطلاتها، في حين أن جلينا قد تربى على مشاهدة أحدث أفلام هوليوود، حتى في غياب صالات العرض السينمائي عن بلدنا.
رغم كل هذا، أنا سعيد لأن هذه الرواية حققت انتشارا واسعا، وساعدت في تشجيع كثير من الناس على القراءة في هذا البلد. لكن مع الأسف أن معظم هؤلاء الذين اهتموا بقراءة الرواية لم يكونوا من الشباب الذين تتناول أحداث الرواية قصصا مثل قصصهم. فطبقا لاستفتاء صغير عن عادات القراءة بين الشباب، كتب عنه محمد جزائري، الذي كتب أيضا مقالة جيدة عن الرواية، في عموده بصحيفة الشرق الأوسط، وشمل 60 طالبا بالمرحلة الثانوية، فإن أيا منهم لم يحاول حتى البحث عنها، فيما أبدوا جميعا معرفة جيدة بالشعراء الشعبيين الذين يتصدرون أغلفة مجلات الشعر الشعبي المتكاثرة على أرفف المكتبات كالفطر. في النهاية، أود أن أشير بأن الرواية تتصدر حاليا قائمة المبيعات على موقع مكتبة النيل والفرات، وأنصحكم شخصيا بقراءتها، لكن أرجو أن لا ترفعوا سقف توقعاتكم عاليا نتيجة لكل هذا الجدل الذي دار حولها.
سمعت الكثير من الجدل حول الرواية. لكن للأسف لم أتمكن من قرائتها، ممكن آخذ نسختك لو خلصت منها ؟ لووووووول
ردحذفمشكور عالreview
I haven't read the book, but I am certainly planning to inshAllah.
ردحذفI think the reason you were disappointed in the level of Raja's writing is because of all the hype surrounding her novel. She is only 24 and as u said she did start writing at only 18.
Anywayz, I don't think it matters how good the novel is. We have very few novelists in this country so we should encourage the few we have.
And all this crap that ppl r writing about her is so frickin typical of the ppl here. So damn ignorant with nothin to do but bitch n moan about the few talented ppl we have. And I don't think it's a coincidence that those supporting Raja tend to be liberals who lets face it are the intellectuals of this country and without them those frickin conservatives wouldn't have food/water/shelter bcuz they r the ones who actually are working and are making this country move forward rather than sit on their lazy arse playing the infidel card.
Sorry Ahmad for ranting...
شكرا احمد
ردحذفعلى الرغم من أنني لم اقرأ الرواية بعد، فان الانطباع الذي استقر في ذهني من خلال ما قرأته عنها هو أنها رواية جيدة وتستحق أن تقرأ. وأنا بالطبع أثق في حكمك
ومع ذلك يخيل الي أن الرواية كجنس أدبي لا مكان لها عندنا ولا مستقبل، بالنظر إلى بيئتنا الشديدة المحافظة دينيا واجتماعيا، في حين ان كتابة رواية تتطلب قدرا غير يسير من الصراحة التي تتيح للكاتب الولوج إلى الزوايا المظلمة والمناطق الممنوعة.
المتطرفون والمتحجرون عندنا تهجموا على هذه الفتاة الموهوبة وكالوا لها التهم ووجود مثل هؤلاء بحد ذاته كفيل بخنق اية موهبة او ابداع
تحياتي لك
its ma first to read ur blog it came by chance and though its nt usuall to record a comment bt i couldnt wen i read ur amazing (لو قلت-رسلة عبث)
ردحذفmay be ur blog capture me coz italks abt sumthinn i been to , i been to KSA zis society with all of its contents always make me wonder i even wrote abt it once
italked alot bt u . well done
عائشه: احسن روايه قراتها وعشت معاها جميع الاحداث وكاني شخصيه بالقصه ,يعطيج 1000عافيه يا رجاء وننتظر المزيد من الروايات التي تعكس تجارب الشباب مع المجتمع .
ردحذف17/0/06
مساء الخير
ردحذفجاني احساس انك الشاعر علوان.عموما انا من نفس الجيل واستمع لكل ما ذكرت رجاء وكمان اعرف مصطفى احمد .حاول ما تتكلم باسم جيل كامل .
شكرا
to jo,
ردحذفtalented author, no i don't think so.. by just pointing out the problems we're facing, is tinting our image, for the birth of islam's country. People like her should be pointed the other direction and not just criticizing about our community, rathar making money of it!!! reflects her intentions!!
i don't konw why am wasting ma time!
بالنسبة للرواية موجودة عندي ملف وورد واللي يبغيها يراسلني على الايميل وارسلها لكم وهذا ايميلي وانا جاهز
ردحذفemad9o9@hotmail.com
يفضل ان تنسخ العنوان وتلصقة في بريدك احسن من كتابته
كما أجدد تحياتي لأخي وصديقي أحمد على إثارته للموضوع وبصراحة انا صار عندي شغف اني اقراها الين ما وصلت لموقع ينزل الرواية بس ما اذكر الموقع لذلك راسلوني او احاول اشوف الموقع مرة ثانية
بالفعل اسلوبها ممتع في البداية
فقط أود أن أذكر أن الهدف من الرواية هو الإبداع الأدبي وليس الإصلاح الاجتماعي. ومن الأفضل أن يكون هناك فرق بين رواية وخطبة وعظية.
ردحذفانا بصراحه الى الان ما قرأت الروايه لكن I'm looking forward to do so . بس مادري وين احصلها في الرياض اذا موجوده؟
ردحذفI RALE WANT 2 READ IT
ردحذف