الخميس، ٢٩ شوال ١٤٢٦ هـ

عيون الأدعية (2)

الدعاء الذي اخترته هذه المرة اسمه (دعاء الأمن)، وهو أيضا أحد أدعية الصحيفة السجادية. لكن النص الذي أورده هنا منقول عن كتاب (مفاتح الجنان) للشيخ عباس القمي. وقد روي عن الإمام الهادي – عليه السلام – أن هذا الدعاء هو دعاء آل محمد عند إشراف البلاء وظهور الأعداء وخوف الفقر وضيق الصدر. كنت أمر بأوقات صعبة جدا، حينما أشار علي أحد الأصدقاء بأن أقرأ هذا الدعاء بعد كل صلاة. الدعاء قصير، لكن لغته رائعة، والتذلل في طلب السؤال فيه بديع.

يا من تُحَلَُ به عقد المكاره، ويا من يُفثَأ به حد الشدائد، ويا من يُلتَمَسُ منه المخرج إلى رَوْحِ الفرج. ذلَّتْ لقدرتكَ الصعاب، وتسببت بلطفك الأسباب، وجرى بقدرتك القضاء، ومضت على إرادتك الأشياء. فهي بمشيئتك دون قولك مؤتَمِرة، وبإرادتك دون نهيك منزجرة. أنتَ المدعو للمهمات، وأنت المفزع في المُلِمّات؛ لا يندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا ما كشفت. وقد نزل بي يا ربي ما قد تكأدني ثِقلُه، وألَّمَ بي ما قد بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، فلا مُصدِرَ لِما أوردت، ولا صارف لِما وجَّهت، ولا فاتِح لِما أغلقت، ولا مُغلِق لِما فتحت، ولا مُيسّر لِما عسّرت، ولا ناصِر لِمن خذلت.

فصلِّ على محمد وآله، وافتح لي يا ربي باب الفرج بطَوْلِك، واكسِر عني سلطان الهم بحولِك، وأنِلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا، واجعل لي من عندك مَخرجَا وحِيّا، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك، واستعمال سنتك. فقد ضقت لِما نزل بي يا ربي ذرعا، وامتلأت بِحملِ ما حدث عليّ همَّا. وأنت القادر على كشف ما مُنِيتُ به، ودفع ما وقعت فيه، فافعل بي ذلك، وإن لم أستوجبه منك يا ذا العرش العظيم، وذا المن الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين.

هناك تعليق واحد:

  1. I do like to read this "Duaa" every time I visit your blog.

    ردحذف