لم أكن أعلم أن رواية (القارورة) للكاتب يوسف المحيميد قد تمت مصادرتها ومنع تداولها مطلع هذا العام، حتى قرأت ذلك في عمود الكاتبة بدرية البشر بصحيفة الشرق الأوسط. كنت قد حصلت على هذه الرواية في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيم في جامعة الملك سعود العام الفارط، وهي متوسطة المستوى، وإن لم ترق لي كثيرا. ومثل كثير من الروايات السعودية، تتخذ هذه الرواية من حرب الخليج (غزو الكويت) خلفية زمنية لأحداثها التي تتلخص في امرأة مخدوعة على يد رجل ادعى أنه يعمل في رتبة كبيرة في الجيش، واستغل زمن الحرب ليحقق غاياته، وأهمها الانتقام من أخ هذه المرأة - يعمل جنرالا في الجيش - الذي أهان الرجل في مناسبة سابقة.
إن الحرية الفكرية وصناعة النشر في هذه البلاد هي في حالة مزرية ويرثى لها فعلا. لقد قرأت الرواية، وصدقوني أني لا أستطيع أن أرى أي سبب لمنعها، إلا إذا كان الرقيب أحمقا أو جاهلا. قد لا يروق لي أن تقارن البشر المحيميد بيوسف إدريس، وغادة السمان، ودان براون، لكنها على حق تماما حين تقول بأن هذه الحالة أدت إلى (ظاهرة نشر الكتاب خارج البلاد، لقراء غالبا هم من داخل البلاد، واستغلال بعض من يبيعه ككتاب مهرب بسعر مضاعف، إلى ظاهرة تقييم الكتاب بمعيار اجتماعي لا بمعيار أدبي، فيصبح ماذا قال الكاتب أهم من كيف قال، مع ما يثار حول العمل هي أسئلة فضائحية لا نقدية من نوع: هل ما كتبه سيرة شخصية تستدعي التكفير والتشهير في حال، وفي حال أخرى تمنح البطولة والتشجيع.)
انا ما قرات رواية القارورة للمحيميد ولكن من خلال توضيحك الموجز لا أرى أي مبرر لعدم نشرها سوى الخوف من القيل والقال وهذا يثبت بأن الحرية الأدبية مفقودة على مستوى نشر الكتب وربما توسعت الى نطاقات أخرى
ردحذفحرية التعبير متى ما أتيحت للجميع ستكون بمثابة نقطة التحول في حياة السعوديين ولست أعني بهذه" حرية التعبير الأدبية فقط" وإنما أعني حرية التعبير كنطاق عام عن كل ما يرغب المواطن في فعله تحت حدود الشريعة المستمدة من الكتاب والسنة وروايات أهل البيت
فالشريعة لم تنص على منع هؤلاء من التعبير عما يجول في خاطرهم ولكن تبين (إن الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهة)ا
ولكل شخص طريقة وأسلوب وبالعربي عنده عقل ويفكر
تحياتي لك