الثلاثاء، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٥

جروح الذاكرة

انتهيت قبل أيام من قراءة رواية (جروح الذاكرة) للكاتب السعودي، المثير لحنق المحافظين، تركي الحمد. تدور أحداث الرواية حول قصة حياة (لطيفة الأثلة)، زوجة أحد أثرياء الطفرة التي مرت بها المملكة بعد ظهور النفط. وبتفصيل أكثر، حول أزمة منتصف العمر التي تتزامن مع دخولها لسن اليأس، مما ينتج عنه تعقيدات عديدة تقودها في النهاية إلى دخول مصح نفسي تقضي فيه خمس سنوات من عمرها، وتخرج منه معافاة. لكن حتى بعد شفائها وعودتها إلى عيشها الطبيعي، لا ترأف بها الأقدار، وتفجعها بمقتل ابنها الأكبر في البوسنة التي ذهب إليها للجهاد بعد أن خاض معاركه الأولى في أفغانستان، ثم بوفاة زوجها الذي لم تعرف أين كان موضعه في حياتها.

بين فصول الرواية، يتعمق الكاتب في عرض وتشريح تفاصيل عادات المجتمع السعودي التي أخذت تتغير من حياة القرية الوادعة، إلى حياة المدينة المكتظة. ثم تنتهي أحداث الرواية بقرار (لطيفة) ترك البلاد، والذهاب إلى بيروت - حيث تلقت علاجها النفسي - لتكمل حياتها فيها بعد أن رأت أنه لم يعد هناك الكثير الذي يربطها بالرياض التي أحبتها بكل أطوارها، بدءا بالبيوت القديمة في جنوب المدينة، والتي سكنتها عندما قدمت إليها أول مرة، وانتهاء بالقصور الفارهة في شمالها، والتي لم يعد يطيب لها العيش فيها كما كان.

هناك تعليق واحد:

  1. رواية جروح الذاكرة كانت أول رواية لتركي الحمد أقرأها .. وفعلاً أسرت بطريقته العميقة لشرح خبايا نفس لطيفة ..

    ردحذف