انتهت منذ قليل مباراة السعودية والكويت في كأس الخليج بهزيمة غريبة للسعوديين بهدفين مقابل هدف واحد، رغم أنهم أنهوا الشوط الأول متقدمين بهدف ياسر القحطاني. بعد نهاية المبارة، تذكرت أن أبي كان دائما ما يتصل بي لنحلل المباريات إثر انتهائها. لم يعد أبي هنا، لكنني لا أزال أتذكر الكثير من كلماته. كان في سنيه الأخيرة دائما يقول بأن كرة القدم لم تعد كالسابق، وأنها ليس لها طعم الآن. حسنا، ربما كان الأمر بالنسبة لكثير من البالغين أن ما من شيء عاد كالسابق، وأن الماضي دوما أحلى وألذ.
أتذكر كيف كان يتعمد إغاظتي في سني مراهقتي الأولى حول كرة القدم. كانت تعليقاته تغيظني إلى درجة أبدأ معها بالصراخ والبكاء، وكان يستمتع بذلك! كانت أمي تقول له: كف عنه. أنتما لا يجب أن تتحدثان في الكرة أبدا! بعد أن نضجت قليلا، لم تعد تعليقاته الساخرة حول الفرق التي أشجعها تغيظني كالسابق، رغم أن بعضها كان لاذعا جدا. كنت أحاول أن أتجاهل تعليقاته وأميل بالحوار إلى جهة أكثر جدية.
كان أيضا دائما ما يخبرني بنتائج المباريات -حين أسأله عنها- بناء على توقعاته. فيخبرني بالنتيجة دون أن يكون قد شاهد المباراة أو سمع خبرا عنها، وكان ذلك يوقعني في الإحراج مع الأصدقاء في بعض الأحيان. آه.. لم يخطر على بالي يوما بأن هذا سينتهي. رحمك الله يا أبي.
أدمنت رحيل الإحباب...
ردحذفستظل أيها الإكسير الخالد حيث كنت دائماً
حيث سكنت ولا زلت..."في قلوبنا"
"هل أردت أن تعرف مدى اشوقنا و حاجتنا إليك؟!"
لم يعد أي منا كما كان
فقد غدونا آحاداً بعدك!!!
ها أنت ذا قد وجدت الإجابة...أفلا تعود؟!!
لطالما أردت أن أراك ولو لمرة واحدة حتى أودعك...أو قل "حتى أودع فرحي!
حتى عند مواراتك...كان جسمي النحيل أبعد من أن يصل إليك...كأنت أطوي المسافات لكن دون جدوى...كانت روحي تسابق أنفاسي المكتومة حتى تصل إلى قبرها...أعني قبرك؟!!!...
استرجعت للحظات ...أيقنت أن جسدي كان يعلم برحيلك...لقد أحس به...أراد أن يبعدني عن الموت...كم هو مسكين هذا الجسد..لم يكن يعلم أن تلك الحفرة كانت قبراً لفرحي!!
لقد تركتني يا والدي وأنا
أكاد أدمن رحيل الأحباب...
"رحمة الله عليك يا والدي"