الثلاثاء، ٢٣ مارس ٢٠٠٤

أنين الخوف

أخاف إن أنا أطلت الغربة أن تنساني حقولك
أخاف أن تتوه أصابعك عن شفتي أو أن تنسي لون عيني البنيتين
أخاف كثيرا
كلما أغلقت الباب خلفي أن أعود ولا أراك
كلما بدأنا التناجي أن يكسر أحد قلب الحديث
ولأنني أخاف إن نحن بدأنا التناجي أن ينتهي الليل ولا ننتهي؛ تبدأ الكلمات تتدافع في رأسي وتتزاحم
لي قلب فائض بمشاعره، وأقدام رهقة، وأضلاع مهشمة
وأخاف إن لم تطوقني ذراعاك وتضميني إلى صدرك أن أموت من قبل أن أسفح سيول المتعة في حقولك
إن طول الغياب عن مرأى عينيك يذرع روحي بفراغ لا أروم منه ملاذا
وعمر اللقاء قصير قصر حبل الصدق في أيامنا هذه، وأنفاسنا تقلق طهرا أنفاس البشر
وأخاف أن يكون استراقي لأوقات اللقاء جريرة تحاسبني عليها شياطين الهوى
يوم لا ينفع عذر ولا ظنون، حتى لمن جاء الوداع بقلب جريح
محتاج جدا لأن أسلم نفسي إلى مرافئ سلام بعيدة عن كل هذا الضجيج
وأعرف أني لا أريد إلقاء مرساتي إلا بين جنبيك. أعرف أني أريد إلصاق صدري بصدرك
ففي صدري ورقة خريف حمراء، وفي صدرك وردة حمراء
وإن صرنا كذلك فسينساب ينبوع دفء بين صدورنا، وسنسكب على الأرض أجمل الألوان
أنا خائف بقدر ما أحببتك، وبقدر ما يقسو علي القدر
خائف أن يحيلني الانتظار شجرة عند بابك المختبئ في ركن قصي
خائف أن يطول بي الانتظار ولست قادرا على الخطو في درب من الشهد والشمع
خائف من الآتي، وخائف من جهلي به
هل تسمعين أنين خوفي؟! ـ