إن الهموم تسرقنا يا صديقي. تسرقنا من أنفسنا، وتسرقنا من بعضنا. وأحيانا نظن بأن كتم همومنا في صدورنا هو أمر جيد: "لم أكن أريد شغل بالك بهذا الأمر".. "لم أعتقد أن الأمر سيهمك إلى هذه الدرجة".. وأشياء أخرى كلها هراء.. كلها محض هراء ـ
لقد خلقنا للهموم يا صديقي. وإن نحن لم نتشارك في همومنا فكيف نقول بأننا أصدقاء؟! لا تعتقد أبدا أن عندك هما "ما به أحد يهتم"، فأنا أهتم لأمرك، واهتم بكل أمورك الكبيرة والصغيرة. وبيننا من السنين يا صديقي ما يجعلني لا أملك إلا أن أكون مهموما حين تكون أنت كذلك ـ
صدقني إنني حزين جدا لأنك أصبحت تبخل علي بهمك في الفترة الأخيرة. أصبحت لا تشاركني بالكثير مما في صدرك. لماذا؟ لا أريد أن أقول أني لا أدري لماذا، ولا أريد أن أتوقع شيئا ـ
على أي حال، أنا لا أطلب منك شيئا. فقط تأكد بأن صدري مفتوح لك على الدوام. وإن كلمتني ثم سمعت مني ما لم تتوقعه، فقل إنك لم تتوقع سماع كلام كهذا ـ