(المصائب لا تأتي فرادى)، هذه حقيقة. أما أن تأتي لك السعادة في قافلة فتلك محض صدف. اليوم اجتمعت لي بعض الصدف الظريفة. بداية لن أقول أني تذكرتها، فهي في بالي على الدوام، لكن وأثناء عودتي إلى المنزل من مهمة خارجية عرجت على (ميني ماركت) في منطقتنا أقصده بين وقت لآخر لشراء مشروب غازي على الأغلب، وهناك رأيت فتاة صغيرة.. شككت في البداية، لكنها كانت فعلا (أختها): -أهلا (...) كيف حالك؟. لم ترد علي واكتفت بابتسامة، لكنني تعمدت إنهاء تسوقي سريعا كي أقوم بدفع ثمن مشترياتها الصغيرة. صغيرة، لكنها عنيدة، رفضت أن أدفع ورمت ريالها الذي بدا رطبا من عرق يدها التي كانت تحتضنه بقوة.. لكنني رفضت أيضا وقلت لها: دعي ريالك معك. لم تبد راضية بتنفيذ طلبي لكنني سبقتها إلى الباب وفتحته لتخرج مع رفيقتيها الصغيرتين. سألتها ونحن خارجون: اخوك (...) في المنزل أم ذهب للملعب؟ فردت: لا، إنه في المنزل. ودعتها بربتة على رأسها الصغير، لكنها فاجأتني بسؤال لم أملك إلا التبسم حياله: (ما في مسجد؟). فقلت لها: حاضر، أنا ذاهب الآن
وحين عدت مساء إلى المنزل تذكرت أن (قناة تو) ستعرض أحد أفلامي المفضلة: (نوتنج هيل)، وكيف لا يكون كذلك وفيه ممثلي المفضل (هيو جرانت) وممثلتي المفضلة (جوليا روبرتس)، وقد استمتعت بالفيلم إلى أن سمعت صوت (رونان كيتينغ) وهو يغني تلك الأغنية الرائعة (When You Say Nothing at All) فقفزت من مكاني وذهبت إلى مجموعتي الموسيقية لأستمتع بالأغنية كاملة.. أغنية رائعة بكل تأكيد
يريدون أن أنساها وكل ما حولي يغني اسمها.. لا شك أنهم واهمون.. مرة أخرى وأخرى وأخرى.. أحبك أحبك أحبك.. ولن أنساك.. بل إنني لا أعرف كيف أنساك