السبت، ١٦ أغسطس ٢٠٠٣

أن تكون مُحترما ليس شيئا تعتد به كثيرا، لأن هذه الصفة لا تنبع من ذاتك وإنَما يسبغها الآخرون عليك بكلماتِهم ومعاملتهم. وما لا يَجعل هذه الصفة قريبة إلى نفسي هي أنَها تقترن لدينا كثيرا بالخوف والتعظيم، ونادرا جدا ما نقرن الاحترام بالود أو الحب. كما أن الكثيرين لا يعرفون كيف يَحترمون موقفا ما أو وجهة نظر معينة، بل إنَهم دائما ما ينظرون إلى الاسم قبل كل شيء، وأحيانا حتى الاسم لا يعنيهم حين يكون الرأي مُخالفا.
قد لا أكون آخر الرجال المحترمين، وقد لا أكون أول الرجال المحترمين، ولكنني متأكد أني من بعضهم. ولئن كنت قد شعرت ببعض الغرابة بداية حين وصفني أحدهم بذلك، لكنني ارتَحت إلى الأمر كثيرا فيما بعد.
- - -
لا تتضايق كثيرا يا صديقي إن كان الآخرين يرونك غريبا بعض الشيء أو حتى غريبا جدا؛ فكما قلت: قد نكون أتينا في زمان ليس زماننا. وقد نكون مُختلفين قليلا لكن ثقافتنا التي تشجب الاختلاف تَجعلهم يصموننا بالغرابة. ولكن أبدا لا تشغل بالك. إنه أمر لا يستحق حتى التفكير فيه.
- - -
«هذا يأتي إلى منزلنا»
نعم يا صغيرتي. قد أكون مكثرا من زيارتكم حتى أصبحت مألوفا إلى هذه الدرجة.. حتى من دون اسم!! لكن ليت ما لفت نظرك لفت نظر أخرى كنت آتي إلى منزلكم من أجلها. فكرت في كلماتكِ كثيرا. ثُم أدركت بأن الصغار هم الذين يَحكمون. فذلك الصبي الأسْمر استطاع في شهرين أن يُحقق ما عجزت عن بعضه في ثلاث سنين. وأنتِ التي كنتُ أظنها تعيش في عالَمها الصغير كآخر العنقود لاحظت ما عجز الكل عن ملاحظته.
إنه عالَم صغير.. يَحكمه الأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق