سلام من خالص قلبي إليكِ
وتَحية يَحملها حر أشواقي، رغم الذي جرى
وبعد،
دعيني أسر إليك بأن التغافل عما كان صعب جدا.. والكلام عنه أصعب بكثير. والحق الحق أني لا زلت أحبك، ولا زلت أرى فيك مثل الجمال الأعلى. لكن ما يدعوني إلى الكلام ليس الماضي بكل ما تَحمّل من روائح الذكرى.. سؤالي عما هو آت. كيف أستطيع أن أحيا هكذا، مُجردا من عواطفي إلى الكائن الوحيد الذي كنت أكن له كل شيء.. وما مصيري بعد ذلك. أخشى.. في يوم ما.. في مصادفة ما.. أن تسأليني مُجاملة عن أحوالي وأخباري، وأخشى أن ينفلت لساني مني ويصرح بِما لا يصح في وقتها. خائف أن يتقدم بي الزمان، وأجد نفسي مرغما على الارتِماء عند أخرى.. في حين يرتَمي عندك آخر. أنا لا أرغب في أخرى؛ ليس لأني سأظل أحبك -رغم أن هذا صحيح- لكنني لا أريد إسقاط ظلم عليها لأسباب لا يد لَها فيها. لا أريد أن أخادع نفسي وأخادعها، في الوقت الذي لا تزال فيه جَمرات عشقك تتقد في داخلي
- - -
أنا أعترف أني عشت لوحدي حبا من طرف واحد، وأن قصة الحب الوحيدة في حياتي انتهت إلى خيبة أمل وفشل.. لكنني عاجز عن السيطرة على قلبي في موضع كهذا، وذلك ليس غريبا بالنسبة إليّ؛ لأن هذا ما كان يَحصل حين تعثرت في حبائل حبك ولعل مِما يزيد مرارتي، هو أنني وقفت في النهاية شبه وحيد.. لكنني لا أبتأس كثيرا لأنني أنا من كنت قرر ذلك منذ البداية. وصدقيني حين أقول أني لا أحسب نفسي قادرا على حبس دموعي يوم يَحتضنك البياض.. ذلك اليوم الذي كنت أنتظره بصبر يَحسدني عليه الزاهدون. فوق ذلك غربة.. وآه من الغربة.. تلك التي لا تنفك تنخر في عظامي تنتظر انْهياري الكبير الذي لا أخاله بعيدا
- - -
وأخيرا
أعلم كم بدا هذا الكلام ركيكا مفككا، فقد كانت الكلمات تتزاحم في رأسي كما يَحصل عادة حين أريد الكلام عنك أو إليك
في أمان الله.. في أمان الجرح
في زمن يغتال فيه الجرح كيان الأمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق