الأحد، ٤ مايو ٢٠٠٣

عجز وألم

جَمعتنا صدفة لحظية. كانت ثوان قليلة تبادلنا فيها كلمات التحية التي بدت خاوية من كل معنى. ولَم ألق للأمر بالا، فهذا ما يحصل عادة. لكن ما سِمعته بعد ذلك كان أشبه بِمزحة. قالت أني ازددتُ نُحولا!!
كان ذلك مزحة، لأن النحول كان الصفة الوحيدة التي يمكن أن تنطبق عليها وقتها. فقد بدا لي وجهها شاحبا أكثر من أي وقت مضى، وعيونُها كانت تحمل آهات شبه أبدية، أما شفتاها البظتان فبدت مثل ورقة باهتة سقطت من أشجار الخريف على وجهها.
مسكينة، إنّها عاجزة تَماما.
مثل إنسان يعدم الفعل حين يتعلق الأمر بالمخلوق الذي يعشقه أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم.
ومسكينة، لأن الألَم مؤذ جدا. مثل أي إنسان ينتظر عمره كله متعلقا بأمل واحد، ثُم يرى هذا الأمل يَموت بين يديه. ومُخطئ من يلومها حين تَحتضن معشوقها بين يديها لثلاث ساعات متواصلة، ترفض أن يكلمها فيها أحد، وترفض أن يساعدها أحد.
دعوها تَحيا لَحظاتِها معه. لا أريد أن يأتي يوم تندم فيه على لَحظة ضيعتها بدونه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق