الأربعاء، ٢٩ صفر ١٤٣٢ هـ

فاست فورورد

- هل اتصلتِ لتقولين «وداعا»؟
- نعم...
- لا أصدق أننا نودع بعضنا على الهاتف
- أنت تعلم ظروفي...
- أعلم، لكنه أمر مؤلم.

* * *

كان كل ما أراده هو أن يراها مرة أخيرة، لينظر في عينيها الجميلتين، ويطبع قبلة على جبينها، ثم يقول «وداعا». هذا لم يحصل، ولم يكن هنالك شيء يمكنه القيام به لتغيير ذلك. شعر أنه على وشك البكاء، فأخذ نفسا عميقا، ثم بدأ يبحث عن أي شيء يمكن أن يقال. بدت اللغة فقيرة جدا أمام عينيه اللتين اغرورقتا بالدموع. «أريد أن أعتذر عن كل شيء، أريد أن أعتذر عن كل الضرر الذي سببته لك، وكل المشاكل التي أقحمتك فيها.» طلَبَت منه أن لا يعتذر، لكنه أكمل كلامه: «أعتذر عن كل الحماقات التي تفوهت بها، وكل الحماقات التي اقترفتها. أنا آسف جدا.»

قالت له أن ما حصل كان خطأها، لكنه قاطعها قبل أن تكمل جملتها. لم يكن ليرضى أن تنوء هي بحمل ذنبهما وحيدة وهو يعتقد أنه يتحمل مسؤولية ذلك بقدر ما تتحملها هي. سكت قليلا وتذكر تلك الأفكار التي كانت تراوده حول الذنب والشغف، وكيف يتناوبان أحيانا ليتحكما في مشاعرنا ويقودان تصرفاتنا. أخذ يتذكر قصصا كثيرة كان ستروى يوما ما، لكن هذا اليوم لم يأت أبدا...

«أريد أيضا أن أشكركِ على كل شيء، أريد أن أشكرك على كل الأشياء التي منحتني إياها، ولأنك كنت إلى جانبي حين احتجت إليك. سأبقى على الدوام ممتنا ومدينا لك، وسأبقى أتذكر إلى الأبد كل الأوقات الطيبة التي قضيناها معا، وكل اللحظات الحلوة التي تشاركناها... أتذكرين الحفلة الراقصة وذلك الفستان الجميل الذي ارتديته تلك الليلة؟ أتذكرين كيف ضحكنا كثيرا لأن الرداء كان يحوي جيوبا على جانبيه؟ جيوب! هاهاها... أوقات طيبة.»

* * *

- هل لا زال سواري المطاطي الأبيض معكِ؟
- آه، نعم!
- حسنا، احتفظي به، ربما أستعيده منك إن التقينا يوما ما
- لا بأس... لكنني سأشتاق إليك
- سأشتاق إليك أكثر
- هذه ليست مسابقة!
- بلى، لكنني أعلم أني سأشتاق إليك أكثر
- اعتن بنفسك يا (...)
- اعتني بنفسك يا (...). وداعا.

هناك تعليق واحد: