الاثنين، ١٧ رمضان ١٤٣٠ هـ

مجرد ولد

حسنا، إليك هذا الاعتراف: مضت مدة طويلة وأنا أحاول أن ألملم شتات كلماتي وأكتب لك شيئا قد تستمتعين بقراءته، لكنني كلما حاولت ذلك، وجدت نفسي ولغتي نتبادل الخذلان. لا أدري ما الذي يحصل بالضبط، لكن يبدو لي أن معظم الكلمات الجميلة تحمر خجلا حين تلتمس مقاربة لبهائك، ثم تقول لي بصوت غير مسموع: «خـلاااااص!». أفكر فيما بيننا، فأجد الأسئلة تتلاعب بالأجوبة. لست أرى ضيرا في ذلك، فلطالما تعلقت بالأسئلة أكثر من الأجوبة، ولطالما فضلت النهايات المفتوحة على الأمور التي تنتهي إلى دائرة كاملة.

معكِ، أشعر أنني أعيد اكتشاف نفسي من جديد، وأزور أركانا في دواخلي كنت أفضل فيما مضى تركها في سبات عميق. إنه أمر مثير، لكنه مخيف أيضا، ولهذا أريد أن أمضي على مهل، وأود أن أنعم بالأمان قبل أن أتوغل أكثر. ربما تستطيعين الإمساك بيدي، والسير معي خطوة بخطوة، حتى نصل إلى مكان تطمئن فيه ذواتنا القلقة، ونكون فيه أقوى على مواجهة غيلان الماضي وأشباح الظلام. أدرك تماما كما أنا محظوظ حين التقيتك، وأنك اليوم إلى جواري في وقت أحوج ما أكون فيه إلى سلام.

أنت تعجبينني كثيرا، لكن كما قلت لك يوما ما: أنا لست سهلا، وسأصيبك بالملل. أعلم أن هذا الكلام قد لا يقنعك، بيد أنني لا أستطيع الامتناع عن التصريح به كلما نظرت إلى نفسي. لا بأس، فقط تذكري أني مجرد ولد: مزعج ومزاجي، غريب الأطوار وكثير التذمر. سأعجبك حينا، وسأتعبك أحيانا، وسأزعجك في أحايين كثيرة. أرجو أن لا تكرهيني، فأنا، في النهاية، مجرد ولد.

هناك تعليقان (٢):

  1. غير معرف١٧/٩/٣٠ ١٦:٥٧

    7lwa awy

    ردحذف
  2. كم هو جميل أن تلتقي بمن تسعد بلقاءه...ومن تشعر معه بالأمان والسلام ... ومن بقربه تشعر بأنك تعيد اكتشاف نفسك من جديد...

    والأجمل من هذا ..أن يشعر هو بذلك ...



    همسات(اعترافات) جميله جدا ...

    ردحذف