السبت، ١٠ شعبان ١٤٣٠ هـ

شروق

وما كان أشهى من النوم في دعة أحضانها إلا الاستيقاظ إلى جوارها، وضوء شمس الرياض يتسلل ببطء إلى أركان الغرفة الصغيرة. كان يستمتع جدا بصباحاتها الكسلى، خصوصا حين تريد مغادرة الفراش ويمسكها من خصرها ليمنعها. تستسلم لعناده الطفولي وتعود لتضع رأسها على كتفه. تقول له: «أنت تعجبني كثيرا، ولا دخل لهذا بما يحدث هنا.» هو يعلم ذلك، ويعلم أنها تعلم، فلا داعي لأن يقول شيئا.

لم يكن يفكر كثيرا في الجانب الجسدي لعلاقتهما، ربما لأن الأمر جاء دون تكلف وبدا طبيعيا فحسب. هي أحبت أكثر ما أحبت تقبيله، فلا يتذكر ركنا من وجهه لم تغمره يوما بقبلاتها الدافئة الطويلة. وأحبت أيضا ملامسته. كانت كلما جلست إلى جواره أدخلت يدها تحت قميصه وجعلتها تجوس بين بطنه وصدره وعنقه إلى ما لا نهاية. أما هو فكان متعلقا بتفاصيل أصغر: عيناها ولونهما المحير، وأنفها الذي يعشق مداعبته. مكانه المفضل حين يريد تقبيلها كان وراء كتفيها.

ينهضان أخيرا، وتسبقه إلى المطبخ الصغير. تبدأ هي بتحضير قهوتها. هو لا يشرب القهوة، لكنه يحب رائحة البن. يسألها إن كانت تود أن يساعدها. «ما رأيك أن تقطع بعض الطماطم وبعض شرائح جبن الـ«بيبر جاك»؟» هو لا يحب الأطعمة الحارة، لكنه لا يمانع أن يجرب أي شيء إذا طلبت منه ذلك. يسكب لنفسه كأسا من عصير البرتقال، وينتظر أن تقوم بما تقوم به كل مرة وهما يتناولان الإفطار: «هل يمكنني أن آخذ رشفة من عصيرك؟». يبتسم ويقول: «طبعا...». يتساءل: هل يجب أن تستأذن منه لتفعل ذلك؟ كلا طبعا، لكن مثل أشياء أخرى عديدة معها، ما لا يجب أن يحصل كان يحصل دائما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق