الاثنين، ١٥ جمادى الآخرة ١٤٣٠ هـ

ما بعدها

لم يخطر على باله أبدا أن يحدث ما حدث. ليس في هذه المدينة على أي حال. ربما كانت ثقته بأن لا شيء من الممكن أن يحصل بينهما هو ما جعله يتصرف بارتياح، لكنه غير مقتنع بأن هذا هو السبب الحقيقي: هو لا يتظاهر مع الأخريات حتى في حضور الاحتمالات الأخرى. ربما كانت الكيمياء، ربما كانت هي «مختلفة» فحسب، وربما كان الأمر بعضا من كل ما سبق.

زارها في اليوم الذي تلى تلك الحفلة الهادئة. لم يرغب أن تتملك الغرابة صداقتهما إثر تلك الليلة الباردة. كانت الشمس ساطعة أكثر من المعتاد لنهار شتوي، لكنها أرادت أن تبدأ يومها بالمشي في الوادي. قطعا المسافة على مهل، دون أن يخطر ببالهما أن هذا الطريق سيشهد على عبراتهما في غضون أسابيع قليلة. بعد أن عادا إلى المنزل، قضيا معظم الوقت في المطبخ الصغير، يطهوان البيتزا. كان شكل البيتزا غريبا بعض الشيء حين أخرجتها من الفرن، لكن مذاقها كان طيبا. حين اقتربت الساعة من الثامنة، ودعها متمنيا أن تقضي وقتا طيبا في القاهرة حيث ستقضي بضعة أيام في رحلة عمل خلال الأسبوع القادم.

وحيدا في الرياض، تملكه الشوق إليها. اتصل بها قبيل منتصف الليل. المسافة ليست بعيدة، لكن الصوت كان يصل متأخرا. التأخير جعل المكالمة ثقيلة جدا. قالت له قبل أن ينهي المكالمة: «سنتكلم حين أعود»، فرد ببطء: «حسنا». بعد أن وضع هاتفه على الطاولة المزدحمة قال لنفسه: «ماذا لو أني لا أريد أن نتكلم؟...»

هناك تعليق واحد:

  1. ماذا لو أني لا أريد أن نتكلم؟..

    حينها عليه ان يتكلم
    ويقول لها

    لا أريد ان نتكلم عندما تعودين ..!!

    ردحذف