الخميس، ١٠ صفر ١٤٣٠ هـ

لثمة

لم تكن حفلة صاخبة. باستثناء المنزل الباذخ، كانت الحفلة بسيطة في معظم التفاصيل. كان الوقت بعد منتصف الليل بقليل. جلسَت إلى جواره على أريكة أخذت تخلو شيئا فشيئا، قارورة الماء الصغيرة في يدها، فيما كان هو يدخن أرجيلته الأولى -- بحذر وخوف في البداية، ثم بتلذذ وبطء لاحقا. تكلما عن الآخرين، وعنهما. وكلما قال شيئا، سألته: «لماذا؟» فيرد بعد تردد: «لا أدري».

ـ تبدين مرهقة. من الأفضل أن تذهبي إلى المنزل.
ـ حسنا. سأتصل بالسائق.
ـ ما رأيك بالخروج لنتنفس بعض الهواء النقي ريثما يصل السائق.

كان الجو باردا في الخارج. ضمها إليه. اقترح أن ينتظرا في سيارته. الجو داخل السيارة كان باردا أيضا. ضمها أكثر. رأسها في صدره وأنفاسه الدافئة تلفح عنقها. كان مبتسما، يحاول إقناعها أن الجو ليس باردا جدا. ليس إلى هذه الدرجة، على أي حال. لم ترد عليه. جذبت رأسها من صدره، ونظرت في عينيه. همست:

ـ سأفعل هذا مرة واحدة فقط...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق