عندما تعض الإنترنت

علي أن أعترف أن الانترنت قد منحتني الكثير من الأشياء الرائعة في حياتي؛ ولعل أروع هذه الأشياء هو فرصة التعرف على أشخاص أضافوا لي الكثير على مستويات مختلفة أهمها الشخصي والمعرفي. كنتُ أسمع كثيرا من مقربين وغيرهم عن حالات «انتحال الهوية» التي تحدث على الإنترنت، وبالتحديد تلك المتعلقة باختراق البريد الإلكتروني ثم التلاعب مع صاحبه الأصلي ومعارفه. لم يحدث لي هذا من قبل لأني لا أميل إلى العبث كثيرا على الإنترنت، ولم أعتقد أن هذا سيحدث لي لأني لم أغير ذلك السلوك... حتى كان الأسبوع الماضي، الذي اكتشفت خلاله أن أحدهم كان يقوم بالتلاعب مع شخص أحترمه كثيرا.

في الحقيقة، ما حدث معي لم يكن اختراقا لعنوان بريدي الإلكتروني على الطريقة التقليدية. ما فعله ذلك الحقير هو أنه سجل عنوان بريد إلكتروني على ياهوو! بنفس اسم المستخدم الذي أملكه على جي ميل، ثم أصبح يراسل هذا الشخص الذي احترمه وبدأ يعبث معه. وبعد ذلك، أخذ يترك تعليقات مسيئة في مدونتي. كان ذلك من وراء ظهري، حتى قام هذا الشخص الذي احترمه بتمرير رسائل تبادلها مع ذلك الحقير إلى عنوان بريدي الإلكتروني الحقيقي.

بدون مبالغة، أصبت بصدمة عنيفة. ليس فقط لأنها المرة الأولى التي يحدث لي فيها أمر من هذا النوع، ولكن لأنها تعلقت بشخص أكن له احتراما شديدا. شعرت بالمرارة لأني لم أكن أتوقع أن هناك من هو بهذه الوضاعة والدناءة ليقوم بإيذائي بتلك الطريقة اللا أخلاقية. وما يزيد من ضيقي هو أنه ليس بيدي شيء لأقوم به. فمن أحترمه لا يبدو مهتما كثيرا بتصديقي (صدقني في النهاية)، أما ذلك الحقير فلست في وارد التعامل معه حتى.

لذيذة هي الإنترنت، لكنها مؤلمة جدا حينما تعض.