الجمعة، ٢ سبتمبر ٢٠٠٥

لا أحسن الانتظار

لو لم أكن أجدني
إلا في صوتك المتهدج بالبهجة
لكفاني
لو كنت أعرف نفسي
لو كنت أقدر استرجاع أمسي
لربما متُ غير مأسوف عليّ
في بُعدِ صوتكِ الذي آواني

أفرطت في احتساء التجلد
حتى ثَمِلت قارورتي
أعزي نفسي بخيبتي
وأغذي جسدي بالأحقاد عليّ
إلى أن تنقى عن آثامه
وصام عن اجتراح الموبقات
تلك التي يتقنها كل في مقامه
ثم يحرمون عنها الكلمات

إلا أنتِ
فهل لمن لا يعرف الحرام
أن يقترف الذنوب؟
لكِ أن تفعلي ما شئتِ
وأنا سأتوب

انغمسي في نأيك اللا متناهي
لا تفكري - ولو لحظة -
في كائن أزرق الشفتين
خلّفتِه قبل شهرين
في أحد المقاهي

فهو لم يعد يرى
حين يفتح عينيه الرهقتين
سوى العتمة
على جبينه المتعب
من الوحدة وصمة
وفي يديه المهتزتين
ديوان دموع

آه يا وجع الدروب
بربكَّ كيف تمكنت مني؟
كيف أعدت تكويني من حزني؟
لو أنها لم تمتطِ الارتحال
هل كانت (...) الحياة لترضى
وهي ابتداء من أبدعتني؟

لربما حلّت صنائع القدر
بأياديها السمراء
لربما مست راح المجهول بإبهامها
ثم سقتني إياه لينمو
داخلي بستان وفاء

لكنها، وهي الأقدر
على صرع الأقدار
لما تعد بعد لدارها
وأنا، رغم كل الذي صار
لم أزل لا أحسن الانتظار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق