الخميس، ١ سبتمبر ٢٠٠٥

أفيدوني جزاكم الله خيرا!

أعتقد أن معظمكم ربما قد سمع عن الحروب الشعواء التي درات في فترات ماضية بين المنتديات العربية في الإنترنت. أذكر أن مجلة إنترنت العالم العربي، التي كانت تصدر عن الدباغ لتقنية المعلومات التي تصدر الطبعة العربية لمجلة بي سي ماغازين، تناولت أحداث بعض هذه الحروب بكثير من التفاصيل. بعض هذه المعارك وصل إلى درجة القيام بمحاولات اغتيال استهدفت بعض أعضاء هذه المنتديات، لكن أغلبيتها اقتصرت على محاولات اختراق منها ما نجح ومنها ما فشل.

أنا، بكل تأكيد، ضد هذا النوع من المعارك. فمن وجهة نظري أنه إن كان هناك من يخالفك في الرأي، فإن عليك أن تحترم رأيه قبل كل شيء، ثم إن أردت فلك أن تنقض رأيه بما تستطيع التسلح به من منطق، أما أن تذهب وتحاول إلحاق الأذى به، جسديا أو افتراضيا، فذلك غير مقبول أبدا.

شهد ميدان المنتديات السعودي عدة معارك من هذا النوع. وقد ظننت أن آخرها هو ما حدث بين منتديات (الساحات) الأصولية، ومنتديات (دار الندوة) الليبرالية، لكن أعتقد أني كنت مخطئا. فقبل فترة قصيرة، قام أحد أعضاء منتديات (شبكة الدفاع عن السنة) بنشر موضوع يقول فيه إنه استطاع اختراق منتديات (شبكة هجر الثقافية) الشيعية، ووعد بنشر (الغسيل القذر) لموقع هجر، الذي حجبته سلطات الإنترنت السعودية عدة مرات من قبل.

أنا لست عضوا في أي من الشبكتين، لكنني أطلع عليهما من فترة لأخرى، لأخذ فكرة عامة عن الأخبار والتوجهات، خصوصا أن كلا الموقعين ينطلقان من مسقط رأسي، الأحساء. ولأنني أعرف بعض الأعضاء في شبكة هجر، سألت أحدهم، وهو مشرف، عن الذي حصل، فأخبرني بأنه لم يحصل اخترق بالمعنى المتعارف عليه، خصوصا أن هجر التي اختبرت عدة محاولات اختراق من قبل تحصن أجهزتها بأنظمة حماية جيدة. ما حصل هو أن المخترق قد تمكن من الحصول على كلمة السر لأحد المشرفين نتيجة إهمال، وقام بالدخول إلى النظام.

حسنا، إلى هنا يبدو كل شيء عاديا. على رسلكم، الجزء الطريف قادم الآن. إن معظم ما نشره المخترق على أنه ملفات سرية من الحوارات والرسائل الخاصة بين مشرفي وأعضاء الشبكة، هو متوفر للجميع عبر أحد المنتديات المفتوحة أمام الكل! بالإضافة إلى ذلك، اعتقد المخترق أعضاء أنه حقق كشفا خطيرا حينما توصل إلى أن معرف (المحرر الإسلامي)، الذي تعاقب عليه عدة أعضاء، تشغله حاليا امرأة وليس رجل! لم أتمالك نفسي من الابتسام، ثم قلت لصاحبي: حسنا، ثم ماذا؟ هل هناك فتوى عن هيئة كبار العلماء، أو أحد كبار العلماء، أو حتى أحد صغار العلماء (إن كان هؤلاء موجودون أصلا)، حول تحريم أن تشغل امرأة معرف (المحرر الإسلامي) في منتدى على شبكة الإنترنت (أو سمها شبكة المعلومات الدولية إن كان ذلك الاسم لا يروقك كثيرا)؟

أخبروني إن كان هنالك أمر من هذا القبيل. فعلى ما يبدو أنني، نتيجة للسيل المتواصل من الفتاوى التي تمطرها السماء -ومنتديات الإنترنت والصحف- علينا مؤخرا، بدأت أفوت بعض هذه الفتاوى دونما انتباه أو إدراك لفحواها، ومضمونها ومحتواها. أفيدوني جزاكم الله خيرا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق