غريب أمرنا، وغريب أمر الحياة، أليس كذلك؟ كيف نستمتع بأصعب الأمور؟ كيف يكون ما يبدو بسيطا جدا معقدا إلى أبعد حد؟ كيف نعيش الوقت بطريقة متتابعة وآنية إلى درجة أننا لا ندرك إن كنا نعيش أجمل لحظاتنا، أو أنها ربما قد مضت ولم نتنبه لها؟ أم أنها لا تزال تسكن رحم المستقبل؟ أوه، انتبه، قد تكون عشت أجمل لحظات حياتك للتو وأنت لا تدرك! (حسنا، بالتأكيد أن أجمل لحظات حياتك لن تكون وأن تقرأ هذه الكلمات، لكن أعتقد أنك استوعبت الفكرة!)
قد نتفق في لحظة ما أن الحياة عاهرة، وأن الحياة ليست عادلة (هذه ترجمة حرفية من الإنجليزية: Life's a bitch, life is not fair)، حتى لو كنا نعتقد أن الحياة تحسن لنا في تلك اللحظة بالذات. كيف يكون ذلك؟ نحن هكذا. نحن البشر، مثل الحياة، رغم أننا نكره بأن نعترف بهذا، معقدون جدا. نحن معقدون جدا إلى درجة يستحيل علينا معها فهم أنفسنا، قبل أن نبدأ حتى مجرد محاولة، لفهم الآخرين وتحليل شخصياتهم وإطلاق الأحكام عليهم. وإلا، فبماذا تفسرون بأن تفهم الانعزالية والانطوائية على أنها تعال؟ وكيف يفهم الصمت الناتج عن الخوف من مواجهة الآخرين على أنه غرور؟
قد أكون أي شيء، وقد أكون أي شخص، إلا أنني بالتأكيد لست ذلك الذي يطلق الأحكام على الآخرين والأشياء، ويلصقها بهم بحيث تصبح صفة لهم لا تنفك صورتهم في تفكيري عنها. لم أكن كذلك في يوم ما، ولن أكون كذلك أبدا. سمني محايدا، متفتحا، منحلا، متسامحا، سمني ما شئت. لك حتى أن تطلق علي حكما كما تريد، لكن لا تتوقع مني أن أرد عليك بالمثل. ردي سيكون: أنت حر في ما ترى.
جميلة هذه الفكرة أو الخاطرة .. وأتفق معك في الكثير مما قلت ..
ردحذفأظن أننا بنو البشر تحب أن نضيع ونشتت أنفسنا في متاهات عندما نبدأ بالتفكير في تحليل نفسنا أو غيرنا .. فلنترك هذه الأمور ولنبدأ في تفكير كيف نعيش حياتنا .. ولكن أظنها غريزة أو فطرة فينا