الجمعة، ١٦ أبريل ٢٠٠٤

معاناة

حياتي هنا عقيمة جدا. أشعر بأنني أحيا بطريقة عكسية؛ فحياتي مقسمة بين مدينتين: واحدة أحبها والأخرى أكرهها. وللأسف أنا مضطر لأن أقضي خمسة أيام من الأسبوع في تلك التي أكرهها، في حين لا أستطيع أن أقضي أكثر من 45 ساعة في المدينة التي أحبها
أنا لا أكره الرياض بدون سبب. إنها مدينة غير ودودة، مستفزة، عدائية وتبادرني ــ أنا وأبناء جلدتي ــ بالعنصرية والكراهية. وما يزعجني كثيرا ــ ويثير حنقي أحيانا ــ أن لا أحد يتفهم هذا الوضع الصعب الذي أعيشه هنا. وبدلا من مساعدتي على العبور إلى الراحة، أجد من يقول لي بأنك سخيف ولا حاجة لك بالسفر إلى مدينتك أسبوعيا
يظنون بأن كل مشكلة تقع فيها هي بسبب إهمالك وعدم جديتك، وكأن هذه المدينة الحمقاء تتمتع بأي خفة ظل حتى لا تتعامل معها بمنتهى الجدية
أنا مأزوم جدا. وما يفاقم أزمتي أن هذه المشكلة ليست هي المسألة الوحيدة التي تنهش في بقائي، ولكنها لا تمسك عن دس أنفها في كل المشاكل الأخرى
أعاني الوحدة وقلة الرفاق. أعاني فراغا عاطفيا حول كل حياتي إلى خواء. بل حولني أنا من الداخل إلى خواء في خواء
أعاني الخوف من أن أحاسب على ما لم أقترف. أعاني هاجس الكتابة رغم أني لا أكتب إلا لنفسي. وأعاني تعب المسافات ووعثاء الأسفار
أعاني كثيرا، ولا أجد مخرجا من كل هذا