السبت، ١١ أكتوبر ٢٠٠٣

قبل ليلتين، لَم يَجد النوم طريقه إلى مَخدعي سريعا. سبقه البكاء إلى ذلك. بكيت كثيرا.. أو قليلا، لا أتذكر حقا. لكنني بكيت بألَم، وكنت منفعلا إلى درجة بدأت معها في ركل الجدار وتوجيه اللكمات إلى الوسادة. وكنت بين العبرة والعبرة أتَمتم بكلمات نَحو: لِماذا، ولِماذا.. و... لِماذا؟! وكلمات أخرى ليس من اللائق كتابتها.
قبل ليلتين، كان ذلك الموعد الذي ترقبته بوجل لثلاثة أسابيع. لكنه لَم يَحمل لي جديدا سوى بعض الأخبار السيئة. قال لي موعدي: إن ذلك قريب، ويبدو أنه سيكون في عيد الفطر أو ربَما بعده بقليل. هنا تأكد لي أن تلك الأعياد التي كنت أنتظرها سوف لن تَحمل لي سوى مزيد من الَهموم. ثُم أضاف: من الصعب أن يَحصل شيء بعد أن علم معظم أفراد العائلة بالأمر. وكم بدت هذه الحجة حَمقاء وغير ذات معنى حين يتعلق الأمر بِحياة إنسان.
سار الموعد كما توقعت تقريبا: الأمر أكبر منه بكثير، وهو وإن كان في قرارة نفسه غير راض عما جرى؛ إلا أنه غير قادر على فعل أكثر مِما فعل بعد أن أبدى لَها رأيه في الأمر وقال لَها ما ظن أنه أضعف الإيِمان. ولَم يَملك إلا أن يوافقني على أن تدخل البعض فيما قالوا أنه لا يعنيهم قد أفسد الأمر تَماما. أولئك الذين وضعوا مصالِحهم التجارية فوق مصلحتها.. جزاهم الله على سوء نواياهم ما يستحقونه.
لكنني رغم الإحباط الذي يعصف بنفسي، وطوق الوقت الذي يضيق خناقه علي يوما إثر يوم؛ سأحاول مُحاولة أخيرة مع (ف) علَّ طارئا يطرأ على نفسها أو يُحدث الله بعد ذلك أمرا. سأحاول هذه المحاولة الأخيرة كي لا أقول لنفسي أو يقول لي قائل يوما ما: أن شيئا كان بيدك ولَم تفعله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق