الخميس، ٣٠ أكتوبر ٢٠٠٣

يوم الإثنين

يتمتع يوم الاثنين بثقل دم استثنائي، وذلك لأن محاضراته تمتد من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا. ناهيك عن الدكاترة ثقلاء الظل الذين لا يخجلون من صنع الضجيج في رأسك من الصباح الباكر ـ
أولى هذه المحاضرات يلقيها دكتور يبدو أنه احتل منصب رئيس قسم الصيدلانيات على غفلة مني. ولا تستحق أي من محاضراته التذكر سوى تلك التي كان يتنفس فيها بشكل متقطع. مما جعلني خائفا من أن يخر مغمى عليه وسط القاعة؛ وبناء على تاريخي في أمراض القلب فقد خفت أن يكون الدكتور يعاني من مقدمات أزمة قلبية أو شيء من هذا القبيل لكن الله ستر! ـ
المحاضرة الثانية هي لدكتور أردني. حسنا، حتى الآت يبدو كل شيء طبيعيا. الشيء الغير طبيعي هو أن هذا الدكتور يحاول، ولأسباب تخفى علي، الظهور بمظهر سعودي. فهو يرتدي الزي السعودي بالكامل، ويحاول التكلم باللهجة السعودية، رغم أن التعبير يخونه أحيانا ليخرج بكلمات لا تمت إلى اللهجة السعودية بصلة (هذا إذا افترضنا وجود شيء اسمه اللهجة السعودية، فالمملكة بلد مترامي الأطراف ولكل أهل منطقة لهجة تكاد تكون مستقلة) ـ
أما الثالث، فمظهره يوحي باللقب "مولانا" وليس "دكتور". ومولانا هذا شخص ظريف يحمل الجنسية المصرية (يعتقد معظم حاملي هذه الجنسية أنهم يتمتعون بخفة الظل، لكنني أعتقد أن هذه كذبة كبيرة). لكن المعاناة مع مولانا تكمن في أن لغته الإنجليزية "على قد الحال" مما جعل دفتر ملاحظاتي يمتلأ بكثير من التعابير التي تمت إلى الإنجليزية بقرابة بعيدة :-) ـ
وبعد مولانا يأتي دور دكتور هندي سبق أن كتبت عنه شيئا هنا لكن علي أن أسجل اعترافا في حق هذا الدكتور. فرغم أن قلبه طيب إلا أننا ــ الطلاب ــ أهديناه مقلبا معتبرا في الأسبوع الماضي حين هربنا جميعا عن حضور محاضرته التي تلت اختبار نفس المادة. لكنه رد لنا الصاع صاعين حين رفض شرح موضوع تلك المحاضرة هذا الأسبوع ـ
وفي نهاية محاضرات هذا اليوم الطويل الأنفاس يأتي دور الدكتور "مجاهد". وما يميز هذا الدكتور الباكستاني الجنسية ــ غير تدريسه في اليابان لمدة عامين ــ هو قفشاته التي ينثرها هنا وهناك أثناء وقت المحاضرة الذي لا يجد غضاضة في وصفه بـ"الممل". لأول مرة أرى دكتورا يصف محاضرته بالمملة! ولكن ما لفت نظري حقا في هذا الدكتور هو رغبته الشديدة في تعلم اللغة العربية. وإن نجح في ذلك فلن أستطيع إنكار حسدي له، لأنه سيحس بحلاوة هذه اللغة، ولأنها لغة رائعة. لا اقول هذا لأنها لغتي؛ فأنا أستخدم العربية والإنجليزية بنسب متساوية تقريبا. لكن لأنني أعتقد أن الشعر العربي هو أحلى شعر في العالم. وبما أنني كتبت اليوم عن كثير من الأشخاص، فلا بأس هنا من أشير إلى شخص أعتقد أنه أعظم شعراء العربية على الإطلاق: أبو الطيب المتنبي ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق