السبت، ٣١ مايو ٢٠٠٣

مضت أيام ليست قليلة، وأنا أبَحث عمن أبث إليه هَمي وأشكو إليه حالي. أرهقني البحث في وجوه الأصدقاء، ولَم أجد منهم من يقول لي: إن في عينيك كلاما أود - إن أردتَ - سَماعه منك. أحدهم، كان مهموما لدرجة لَم أستطع معها الكلام. كان هَمه أكبر منه ومني. وطفق يتكلم ويتكلم، ويَحكي لي عن غربته، وعن الذي يدعون أنَهم أصدقاء، وعن ألف هاجس تنغص هدوء العيش بين الأهل والخلاّن. صمَتُّ، ولَم أقوَ إلا على الاستماع له، في الوقت الذي تعتمل فيه هُمومي داخل صدري، وتغلي وتصرخ، ولكن ما من مستمع. في مثل هذه الأحوال، كم أود البكاء مطولا حتى أغتسل من هُمومي. لكن للأسف لَم يعد ذلك مِما يسهل فعله، وأنا الذي لَم أكن أظن أبدا أن يأتي يوم لا أستطيع فيه البكاء حين يُعجزني القول أو الفعل. لكنّ هذا اليوم أتى، ولا يبدو أن ما بعده من قادم الأيام سيكون خيرا منه. وكم يبدو أن لا شيء في يدي سوى الاستسلام والسكوت.
«لا حول ولا قوة إلا بالله».
- - -
هَمسة:
«إن شكيت الحال مَحدٍ لي سَموع
وإن شكيت الناس زادوني ملام».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق