الخميس، ٢٣ يناير ٢٠٠٣

الوقت: بعد الحادية عشر مساء بقليل
الموضع: مكان قريب من هنا

ذهبت إلى حيث تنتمي بعض أجزائي، في مهمة لَم يكتب لها النجاح بسبب تأخري في أمر مَحض دنيوي. لكنني رضخت لرجاءات الأعزاء على قلبي وقررت البقاء لبعض الوقت الذي لَم يعن لي الكثير مؤخرا.
وخلال الأحاديث الودودة قالوا أن صديقا سيأتي بعد قليل، فقلت في نفسي: لأنتظره لعلي أرى منه ما يسر النفس ويشرح القلب. ولَم يطل الانتظار كثيرا، وسَمعت صوته ينادي من عند الباب الخشبي: أين هو أحمد؟ قلت وأنا مبتسم: خبئوني قد جاء بعبعي!

دخل بِحماسته المعهودة وبادر بقطع جزء من لوح شيكولاته كنت أداعبه بأصابع يدي اليمنى. تَحدثنا بسرعة عن بعض الأشياء التي لا نعرفها جيدا لكننا نعرف أمورا كثيرة عنها. وحينما هم بالمغادرة قررت مرافقته بالخروج، ولَم أغادر مسرعا لأني لَم أرد الرحيل قبل ملأ عيني بِملامح وجهه التي ستغيب عني لأيام عشرة قادمة على الأقل. امتشق صديقي مركبته وهو يزين وجهه بابتسامة من شفتيه، أما أنا فقد ابتسم قلبي من الأعماق بعد أن وقعت عيني على مفاجأة صغيرة تحتل المقعد المجاور.

لقد كان يَحمل هدية واحدة لِمناسبتين: عيد العشاق وعيد الأضحى. هدية هي أغلى ما قد تَحمله لي الأيام. لكن شيئا ما حصل، فقد رفضت مركبة صديقي التحرك من مكانِها، وقد خَمنت أنَها لربَما قد أعجبت بالأجواء التي خلفتها الأمطار على المدينة فقررت البقاء والتمتع بِها لبعض الوقت. صديقي قرر من جهته الدخول إلى (المكان)، لكنه رأى أنه من الخطر أن تترك الهدية الثمينة في مكانِها، فأدخلها معه وقرر الاسترخاء لبعض الوقت. أما أنا فقد بلغت بي الفرحة حدا جنونيا حين أصبح من الممكن أن أجتمع بالهدية المنتظرة تَحت سقف واحد وبين أربعة جدران، حتى لو كان ذلك برفقة صديقي والأعزاء على قلبي.

لا أدري ما الذي انتابني حين التقينا للمرة الأولى، إلى درجة أنني أعتقد أنني كنت أبدو أحْمقا مثل (فورست جَمب). تفوهت بالكثير مِما لَم يكن يَجدر بي قوله. وبصراحة لا أدري كيف حصل ذلك. لا أدري! أحسست أن شخصا آخر مصنوعا من الفرح قد احتل مكاني وأخذ يتكلم كثيرا، ويبتسم كثيرا، ويضحك كثيرا جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق