السبت، ٢٧ يناير ٢٠٠١

فيما يبدأ خلق الله أعوامهم الجديدة بالاحتفال والفرح، نبدأ أعوامنا ونَحن نتشح
بالسواد ونَجتر الأحزان في ذكرى «مَجزرة» كربلاء، لكن الحزن مفيد، والحزن
جَميل أحيانا..؟! أليس كذلك؟!
- - -
منذ قليل، وقعت في موقف مُحرج جدا.
اتصلت بـ(ع.د) لأسأله عن سبب غيابه عن المدرسة اليوم. فما إن رد عليّ من الطرف
الآخر حتى صرخت فيه: «وراك ما جيت المدرسة اليوم؟». ولَم أكتف بذلك، بل قلت
كلاما كثيرا لا أتذكره الآن، حتى قطع كلامي فقال: «من أنت؟!» فظننته يُمازحني كي
يهدئني، فقلت له: «لا أعرف، هل تعرفني؟». فقال: «لا، من أنت؟» فقلت متهكما:
«زميلك في المدرسة والفصل»، وكنت سأقول: وصديقك الذي يظن نفسه مُخلصا، إلا أن
المتكلم صرعني قائلا: «ولكنني لست عمارا..!». وإذا بالـ«مايلين» يتحرك في جسدي
كله، ويُحول وجهي إلى اللون الآسيوي، فتعثرت معتذرا: «آسف، هل من الممكن أن اكلم
عمارا»، ولكي يُجهز علي تَماما قال: «أنا أبوه» -وأنا الذي كنت أظن المتكلم أخاه-
فقلت: «آسف إذ خاطبتك بهذه الطريقة، ولكن صوتك يشبه صوته كثيرا. آسف مرة أخرى».
فقال: «لا بأس عليك، وقد أثبت أنك صديق جيد له لأنه (ما يطقك إلا اللي يَحبك). وأنا
لَم أعلم أنه لَم يذهب إلى المدرسة اليوم، فأنا أوقظه ثم أنصرف، ولَم أعلم أنه لَم يذهب اليوم».
فقلت له: «حسنا، هل من الممكن أن أكلمه الآن؟». فرد علي: «ولكنه ليس هنا الآن».
أخيرا قلت له: «إذا جاء فأخبره أن صديقه اتصل عليه».
- - -
هَمسة:
«أُرهقت من حمل الحروف، فحدثي
بالحب أعماقي، ولا تتكلمي»
د. غازي القصيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق