الاثنين، ١٩ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

الأبطال الخارقون

كم تظلمنا هذه المدينة يا صديقتي. تعاندنا بكل ما أوتيت من صلف وجفاء. رياحها الجافة تفترشنا على امتداد شوارعها القاتمة الطويلة. ضجيجها المزعج المتواصل يصم آذاننا التي ما زالت تحترق بين مساء وآخر. حياتنا هنا، في معظم تفاصيلها، تبدو مثل صفحات نُزعت من قصص مصورة نحن أبطالها الخارقون. نرتدي بزات رثة حتى نستر ضعفنا ونخفي ألواننا الجميلة. نحاول اختلاس لحظات نستطيع فيها إظهار ألواننا؛ لحظات نادرة ومتباعدة للأسف. مغامرات صغيرة لا تكتمل على كل حال. نتعلم أن لا نندم على الفرص الضائعة. يستوطننا الخنوع من حيث ندري ولا ندري. ثم ننسى...

(اعذريني يا صديقتي، أنت تعلمين أني لا أقصد أبدا تعكير صفو الأيام التي لا يلوثها هذري المقيت، لكنني حين أريد الكلام لا أجد حولي من هو أكثر إصغاء.)

هناك تعليق واحد:

  1. أحمد الرائع :) ما أجمل تفاصيل الحكاية

    أطمح أن اقرأها يوماً وقد اجتمعت رواية

    :)

    لاحرمنا ابداع قلمك

    Eman

    ردحذف