الثلاثاء، ١٣ شوال ١٤٢٦ هـ

الرحمة

تستعذب الحياة تعذيبنا، لكننا بطبعنا مقاومون نتحلى بالصبر والعناد. نُصفَعُ على وجوهنا، نتجلد على ضربات تنالنا من كل جانب. ويُمعِنُ الآخرون في إشقاءنا. تخدعهم زينتنا المؤقتة، فيحسبوننا مجرد أطفال مرفهين لا يعرفون المرارة، ويصرون على تجريعنا للمزيد منها بعد أن نكون ظننا أن قد اكتفينا. نحبس هذ الكلام في صدورنا: حسنا، بعد قليل أعود إلى البيت، وأرتاح من كل هذا. مخطئون! بيوتنا ما عادت واحات سلام كما أوهمنا أنفسنا. بيوتنا أضحت مكانا تُتَنازع فيه ذواتنا. نقول – كذبا – أننا لسنا جزءا من أي شيء، وندرك في دواخلنا أن كل ظلمة محيطة كفيلة بأن تحيل أرواحنا إلى عوالم أدمس وأدمس. الرحمة. بعض الرحمة.

* خلفية: قال لي أحد الأصدقاء أنه يمر ببعض المشاكل، فتأثرت كثيرا، وانتابني القلق عليه. كم أود مساعدته، لكنني لا أستطيع لأنه هو لا يريد ذلك. ربما كان كل ما أستطيع فعله هو الاستماع إليه، لكنه يرفض حتى الكلام معي.

هناك تعليق واحد:

  1. بصراحة هذه هي الحياة ..جسور من المشاكل
    وفوق كل جسر عقبة فإما المرور أو السقوط في الهاوية
    نتجرع مرارة الحياة القاسية باألوان من التحلي بالصبر ...
    ولعل منهجنا كشيعة ونبراسنا في ذلك قد وضع الدواء على الداء وسطر أروع الملاحم في تثبيت العقيدة الأصعب وهي الصبر على بلاءالباري عزوجل

    *اتمنى ان تساعده لاني لا أحب النظر إلى أي كائن وهو كذلك

    تحياتي لك

    ردحذف