الخميس، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٥

ذات الشعر الأحمر

قبل مدة قصيرة، ذهبت عصر أحد الأيام برفقة صديق إلى (مجمع المملكة) بهدف التسوق. التسوق عصرا ليس خياري المفضل، لكن كوننا ممنوعين من الدخول إلى المجمع مساء جعل هذا الخيار يبدو أفضل الأسوأ. لم نتناول غداءنا ظهر ذلك اليوم، لأنني كنت مشغولا بمعمل للكيمياء الحيوية في حينه، فيما اضطر صديقي إلى البقاء في المنزل بانتظار عودتي. لذلك، قررنا أن نقوم بتناول الغداء في صالة المطاعم بالمجمع قبل الشروع في التسوق.

حملنا وجباتنا، واخترنا طاولة بشكل عشوائي من الطاولات الكثيرة الفارغة في المساحة الصغيرة المخصصة للرجال في صالة المطاعم. أثناء تناولنا للطعام، لمحت فتاة تنظر إلينا وهي مستندة إلى جدار في زاوية الصالة. قلت لصديقي: انظر كيف تنظر هذه الفتاة إلينا. قال: تقصد تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر؟ إنها صغيرة. قلت له: أعلم، ولهذا أنا مستغرب. لماذا تنظر إلينا بهذه الطريقة؟ لَمْ يرد هو، فيما أكملت أنا بكلمة واحدة: غريب.

حين انتهينا من غدائنا، كانت الفتاة قد اختفت. بدأنا نحن رحلة التسوق، ولم يمضِ وقت طويل، حتى لمحت الفتاة تقترب منا. تخطّتنا مسرعة، ولم نلقِ نحن بالا. بعد قليل، التفتُ إلى الخلف ونحن نسير، فرأيتها تسير خلفنا. قلت لصديقي: يبدو أن هذه الفتاة تريد شيئا. احتاج الأمر بعض الوقت حتى يتأكد من الأمر تماما، وكان ذلك حين مرت من أمامنا وهي تتصنع العبث بجوالها. لأن من يستخدم جواله لا يقوم بضغط عشرة أزرار في نفس الوقت.

استمرت الملاحقة لوقت طويل، وأثناء ذلك الوقت كنا أنا وصديقي نتبادل الحديث حول ما يحدث. أعني، إن هذه الفتاة تبدو في سني مراهقتها الأولى. جاءت إلى المجمع برفقة عائلتها، ثم تركتهم لتطارد شابين على أمل أن يكلمها أحدهم. أين احترامها لنفسها وعائلتها؟ كان أمرا مثيرا للشفقة فعلا.

في البداية، خفت أن أكون متوهما. لكن، لم يكن الأمر يحتاج للكثير للتأكد. هذه الفتاة كانت فعلا تطاردنا. كانت تطاردنا لدرجة أنني كنت أخشى أن أخطو إلى الخلف فأصطدم بها. أما صديقي فكان يقول بأنه بدأ بالتلفت خوفا من أن تظهر له من مكان غير متوقع. كان الأمر مخيفا لدرجة أن صديقي رأى تلك الفتاة تلاحقه في حلم، لاحقا تلك الليلة! في آخر مرة رأيتها فيها، بدت نظراتها لنا حاقدة بعد أن فقدت الأمل في أن يقوم أحدنا بالمبادرة. لكن، وكما قال صديقي: لو كانت فقط أكبر عمرا...

هناك تعليقان (٢):

  1. تخصصي هو صيدلة، مما يعني أنني أدرس كثيرا من الكيمياء على أي حال :-)

    ردحذف
  2. أدرس أنواعا متعددة من الكيمياء، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك: كيمياء حيوية، كيمياء تحليلية، كيمياء دوائية، كيمياء عضوية...

    ردحذف