الأحد، ٢٤ يوليو ٢٠٠٥

على شفا حب

مؤخرا، بدأت أستمع إلى فيروز بلا انقطاع. لا أعلم تحديدا ماذا تعني موسيقى فيروز لكل منكم، ولا أعلم ماذا تعني لي أيضا. إنه أمر يفوق قدرة الكلمات على الوصف. لطالما ارتبطت أغنيات بذكريات معينة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لي حين يتعلق الأمر بفيروز. موسيقى فيروز لا تتعلق عندي بأشخاص وأمكنة بقدر ما تتعلق بإحساس في داخلي أنا. إحساس عرفته مرة منذ زمن. ثم ظننت أني لم أعرفه، وخسرت إيماني بوجوده، حتى حين.

استماعي إلى فيروز بهذه الطريقة يدق جرسا في داخلي بأني ربما قد وقعت في الحب. والحق أني خائف من الوقوع في الحب مرة أخرى. لا أريد أن أسمع صوت قلبي ينتحب منكسرا مرة أخرى. لا أريد أن أكره نفسي وأكره العالم كله، من جديد.

إحساسي هذه الأيام يتجسد في كلمات من أغنية لها: (أنا كلما بشوفك، كأني بشوفك لأول مرة حبيبي. أنا كلما تودعنا، كأنا تودعنا لآخر مرة حبيبي). خائف من أن يكون من يجتاحني هذا الإحساس الغريب واللذيذ تجاهه لا يشعر بما يجتاحني ويكون مجرد (اللي تذكر كل الناس، في الآخر ذكرني.) رغم أني لا أمانع حمل شمسيته حتى الأبد؛ لأحميه من تقاطر المطر حيث هو الآن، ومن وهج الشمس حين يعود إلى هنا.

خائف أن أقع في الحب ويصيبني ما أصاب الأحباب في (كيفك إنت)، بكل ما فيها من عشق ووجع وسخرية. (يطلع ع بالي رغم العيال والناس، إنت الأساسي وبحبك بالأساس). كلمات يمتزج فيها العشق والوجع والسخرية بمقادير متساوية. أنا لا أريد أن أصاب بهكذا شعور في يوم ما.

خائف أن أقع في الحب، وحدي، ولا أنهض، فأظل (أهواه بلا أمل). ثم يحلق فوق رأسي ذلك الطير غير المسمى، وأناديه بصوتي المكلوم: (روح اسألهن ع اللي وليفه مش معه، مجروح بجروح الهوى شو بينفعه، موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعه...).

آه فقط لو كان سبب كل هذا يعلم بعض الذي في قلبي، ويرحمني من عذابي وخوفي. ربما كان خائفا أيضا، ولا ألومه فله العذر من قبل ومن بعد، وهو أحق بالخوف مني لو كان كذلك. لكنني خائف جدا: (يا خوفي ابقى حبك في الأيام اللي جايه، واتهرب من نسيانك ما اطلع بمرايه...).

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف٢/٨/٠٥ ١٩:١٨

    ذكرتني بأبيات أنشدتها أم كلثوم و أنت تذكر حبك القديم...

    يا فؤادي لا تسل أين الهوى
    قد كان صرحاً من شموخٍ فهوى

    .....

    ألا تصارحها بحبك؟؟؟
    قد يكون في ذلك كل العون لمشاعلاها و مشاعرك....

    شخصياً
    كنت أسأل نفسي كثيراً...
    لماذا نحب؟؟؟
    لكي نرتاح أم لنشقى؟؟؟

    أتجد جواباً لسؤالي... أنا الآن أجد الراحة في حبي...لأنني أعرف جيداً مشاعر من أحب تجاهي... هذا هو الفيصل بين المحبين...
    إذا ما اختل هذا الميزان.. فسيكون الألم من نصيب أحد طرفي العلاقة...

    دعائي لك بالتوفيق و تعجيل الفرج

    ردحذف