الأحد، ٢٧ محرم ١٤٢٤ هـ

قليل من السخط

هيا يا قلبي الصغير
لنرحل.. لنبتعد
ما عاد لنا في تلك العيون مقام
أقسم عليك بكل جروحك
لا تسلني يوما.. هل نعود؟
دعنا نَهِم بين الغيوم.. بين الهموم
لنبرأ من هذه الدنيا.. وأهلها
ونغتسل من عدمية الإحساس
ومن حساسية الكلام
ومن كلام المُحرمات
دعنا نكفر بكل ما يقدسون
نَجترح الذنوب.. نقترف الكبائر
نستمتع بكل ما يستهجنون
أرجوك يا قلبي
تعرَ عن هواهم المكذوب
واستعد منهم قلبك المسلوب
ولربّما نحت قليلا على أسوارهم
لا بأس
ولا بأس بقليل من اليأس
ولكن.. حين تدعوك أكاذيبهم
لا تكذب بـ«لائك»
واذهب إلى مَخدعهم
ولَملم بقايا نزفك
من أدنى.. ومن علِ
لا تبق باقية من دمك
وعلى عرش قلبك
كن أنت الملك
امنح حَمقى الأرض وحَمقاواتها
لَحظات.. تَخطب ود مزاجك السيئ
ثُم غيبهم كلهم
دغدغ حواسك ببعض الشراب
وانتش طربا على ألَحان الحرية
وهم كبير.. أليس كذلك؟
بلى
لكن ما دمنا قتلى على كل مذبح
فلم لا؟
دعنا نوغل في أوهامنا
دعنا نتماهى مع أحلامنا
ونستمرأ المستحيلات كلها
بدءا من الخل الوفي.. مرورا بالخل الوفي.. وحتى الخل الوفي
وتلك الفوضى المُحببة
عانقها.. احتضنها
لا تفارقها.. حتى تعلمها أبْجدية اللانظام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق