في بعض الأوقات، تكون لساني جُملة معينة، أو ربَما حتى كلمة. ولكنني أتردد ألف ألف مرة قبل قولِها، وأقرر في النهاية الامتناع عما عزمت عليه. وما كنتُ سأقوله، شيء ربَما قاله أحدهم قبل قليل في حضور الجميع -ومنهم أنا طبعا-. وقد يكون أحدهم سيقوله بعد قليل. ولكن إن قلته أنا فسيفترسني الجميع بعيونِهم وأفواههم.
لِماذا؟ لأني أحْمد، 16 عاما.
نعم، إنِها حقيقة. فأنا وأمثالي سنحاسب حسابا عسيرا إن قلنا كلمة عادية وموجودة في قواميس الجميع، ولكن لأنَها منا؛ فهي خطأ. إن مِما «يقهر» حقا أن نُحرم من شيء مباح للجميع. كلمات يقولُها الكبار والصغار، الرجال والنساء، بل حتى الفتيات في مثل عمرنا ربَما، ولكنها منا مرفوضة. دائما يعتقد هؤلاء، أن كل تصرفاتنا نقصد بِها الفتيات، وأن كل كلماتنا هي إيِحاءات
مبطنة بالَجنس!.
أظنك فهمت؟! إن لَم تكن قد فهمت، فأكمل القراءة.
البارحة، ذهبت مع أسرتي إلى بيت العائلة من أجل وليمة عشاء أقيمت بِمناسبة زفاف خالي. بعد انتهاء العشاء، قُدِمت القهوة والشاي، وبعد الانتهاء منهما طلب خالي الأكبر مني أن أجَمع الفناجين وأوصلها إلى المطبخ. جَمعتُ الفناجين ووقفت عند باب المدخل، وناديت خالتي لأني لا أستطيع الدخول بسبب امتلاء المكان بِمن يهوون التسلي «من خلف ستار» كما يقول نزار. ردّت علي ابنة خالي التي تكبرني بعدة أعوام، وتَمت خطوبتها منذ شهور: هل أنت «فاضل»؟ فقلت لَها: لا، «النمرة غلط»، أنا أحْمد. وظننت أنَها ذهبت كي تسوي الدرب لأستطيع المرور. ولكني فوجئت بِخالي الآخر يَخرج علي قائلا في لَهجة اختلط فيها المزاح بالجد بالتوبيخ، ومادا يديه لأخذ الفناجين مني: «جاي ترز وجهك قدام البنات»، وتقول أنا أحْمد، «تبي تسوي علاقات». فرددت عليه مازحا -رغم قهري من طريقة كلامه معي، خصوصا أن الجميع سَمعه-: لا، «إذا على العلاقات، فاحنا مسوينها من زمان»!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق