الحب شيء خطير، لكن الأخطر هو أن تعتاد على الحب. أي أن حبك يصبح عادة. والعادات -كما أظن- كائنات ثقيلة الظل يصعب التخلص منها. والعادة، أن أسوأ عاداتنا هي تلك التي لا نستطيع التخلص منها. أو ربَما كان الأمر أننا لا نستطيع التخلص من أسوأ عاداتنا. ما الفرق؟ لا أدري.
وربَما كانت المشكلة في أن العادات هي كائنات عفوية، فنحن لا نتعمد القيام بعادة ما، كما أننا لا نتمكن من الامتناع عن عادة ما. وحينما يصبح الحب عادة -سرية أو علنية- فإنه سرعان ما يتحول إلى هاجس يطارد وقتك ليل نَهار، ويقاتل بعنف ليحتل مساحات تفكيرك. فيصبح "قبل أن أنام، كان وجهها آخر شيء فكرت فيه" كما يقول غازي القصيبي، وبعد أن تصحو سيكون أول ما تفكر فيه. وتصبح توقت أمورك بعبارات نَحو: قبل أن أراها، وبعد أن رأيتها. ولأن هذه العادة تُخلف شعورا رائعا -مثل كل العادات السيئة في الغالب (تذكر أنني لَم أصف الحب بالعادة السيئة بعد)-، فإنك لن ترغب بالتخلص منها حتى وإن سببت لك الألَم، فلا توجد في الدنيا لذة خالصة -إن الكمال فيها معدوم على أي حال-.
ومن طبيعة العادات أنَها تتأصل مع مرور الزمن. مرور الزمن قد ينسينا أشياء كثيرة، لكنه يفعل العكس تَماما مع العادات. لذلك تتأصل العادة/الحب شئت أم أبيت يا صديقي. وتذكر أن هذا ليس أمرا يدعو للحزن. الحب احتفال بالحياة والإنسانية، ووحدهم مرضى الاكتئاب والنساء يبكون في الاحتفالات!